أجملُ ما في الحياةْ.. أنَّ المَوتَ خِتَامُها!

الهروب نحو اللّاشيء.. هو الملاذ دائما..

أجملُ ما في الحياةْ.. أنَّ المَوتَ خِتَامُها…!!! إذا.. ما الغَريبُ أن نَعيشَ بِتَعاسة انتِظارِ الخَواتِيمْ!؟

إنَّ الحُزنَ يسَعُنا جَميعا.. إِنّهٌ الوَطنُ الذي لا مَفرَّ مِنهٌ إلّا إليهْ فَلِماذا هَذا السِّباقُ نحوَ الحَياةْ؟؟ ما دامت النِّهاية قريبةً جِدّا وجِدّا..

رُبَّما تأخُذُني قَبلَ أن أُكمِلَ تَدوينَتي هذِه.. ولِهَذا قَرّرتُ أن أعيشَ تَعاسَتي بِكُلِّ سُرور.. وأسبِقَ الزّمَنَ نَحوَ خَطِّ النِّهايةْ..

نَعَم سَيّداتي سادَتي؛ كَعَرضٍ مَسرحيّ بَدأتُ أكتُبْ.. وبِكُلِّ صَراحَةٍ؛ خائِفٌ جِدّا أن يَخذلَني القَلم ولا يُبكي حُروفي كَما أتَمنّى..

إنّها تَدوينَتي الأولى وَرُبّما الأخيرة حَاولتُ أن أكتُبَ سابقاً وفَشِلت.. طَبعا لَيسَ بِالشّيء غَيرِ الاعتياديّ فَشَلُنا نَحنُ البَشر.. فَدائِما تَكونُ البداياتُ مُحاطَةً بالخَوف. لَكِنّ الشّيء الغامِضَ أنّني أفشَلُ دَائِما قَبلَ المُحاوَلة..

صَراحَةً لا أدري ما هُوَ ذلكَ الرّادِعُ الذي يَجعلُنا كَإنس نَرفُضُ الحُزنَ.. ونُنكرُ نِهايَتَنا بِغضِّ النَّظَر عن سوئها أو رَوعَتِها.. ونَخافُ النّومَ حَتّى لا نَصحى ونَحنُ في عالمِ الآخِرةْ..

يَجِبُ عَلَينا أن نَتَعايشَ معَ الحُزن.. ونُعاشِرَ الكآبةْ.. ونُنجِبَ أطفالنا على فِراشِ اليأس.. كَثيرةٌ هي أسباب التّعاسة.. فإنّنا بمجرّد محاولتنا الإبحار نحو النّسيان تبدأ السّماء بإمطار الوجوه..

وجوهِ من تركنا أرضنا، وبقايا أرواحنا هُناك لننساهُم… هنالك خصلةُ أسلاكٍ تنقل ضجيج خطاهم لتصبح زلزالا يضربُ في باطن أفكارنا.. نلتحم بالحزن بمجرّد أن تلدغنا صعقة خفيفة أو عالية التّوتر من أشخاص ظننّا أنّهم شطآن ستعانق مراكبنا المنهكة لنهوي بعدها بوادي الخيبة.. فلا ينجو أيّ عضو فينا سوى الذّاكرة.

فنلجأ بعد هذا السّقوط المؤلم نحو أيّ شيء يسعفنا بكبسولة “ديبرا” لنعالج اكتئاب أرواحنا.. الهروب نحو اللّاشيء.. هو الملاذ دائما.. اللّاشيء… أتفهمونني.. لا شيء… ينتظرك غدا، لا فروض حزن مسائيّة.. لا أوراق مهترئة خبّأتها منذ عشر أعوام.. تذكّرك بتفاهة أصحاب الخناجر التي تركت ندوبا على وجه أحلامك…

لحظة.!! أنا لا أحاول نقل عدواي لكم عبر هذه الكلمات المحتضرة.. لأنّني يا أعزائي… وكما قال مشارقة العرب أُصبْت بجهل الأربعين؛ وأنا لم أكمل الثلاثين بعد.. أُصبْت بالشّيخوخة المبكّرة.. أُصبْت بمتلازمة الكآبة.. فلا تصدّقوني… إنّي أكتب محاولا فتح ثغرةٍ تخرجني من كهفي.. أحاول إنعاش جسد محنط بغبار الخوف والفشل..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version