أنا أريد وأنت تريد وأمريكا تفعل ما تريد

سوريا قطعة دسمة والكل ينهش منها

نعم أمريكا تفعل ما تريد! ليس لأجلنا ولا لأجل الإنسانية إنما لتحقيق مكاسبها التي وضعتها ضمن خطتها المستقبلية، ما يحدث وما تفعله أمريكا في سوريا وأفغانستان واليمن والبلاد الأخرى، ليس لأجل إنسانيتنا أبدا، إنما لأن بعض الأمور تتصادم مع سياستها العنجهية.

لا تزال الثورة السورية مستمرة وما يزال الأسد يقصف السوريين الذين يريدون إسقاطه منذ عام 2011 فبدأ من الرصاص إلى البراميل وصولا إلى الكيماوي..

في عام 2013 عندما قام الأسد باستخدام الغازات الكيماوي على الغوطة الشرقية، وقامت أمريكا بالاستنكار لهذا العمل غير الإنساني، وصرح بارك أوباما بأن الأسد قد تجاوز الخطوط الحمراء ولم تتاح له الفرص بأن يتوعد أكثر، انتهت ولاية أوباما والكل ينتظر أنه سيقوم بعمل ما ضد الأسد الذي يقوم بإبادة شعبه.. ذهب أوباما وذهبت معه تهديداته وخطوطه الحمراء، ذهب وترك روسيا والأسد يقتلان أكبر عدد ممكن من السوريين.

استخدم جيش الأسد الكيماوي مرات عديدة وليس الكيماوي فقط، استخدم كل أنواع الصواريخ الحديثة المستوردة من روسيا وحتى من دول عربية أيضا.

بعد أن تكرر استخدام الغازات الكيماوية مرات عديدة، وسط صمت دولي رهيب، من جديد تقصف خان شيخون في عام 2017 بغاز السارين راح ضحيته عشرات الأطفال والمدنيين، ولربما شعر دونالد ترامب بأنه يجب أن يتحرك وتكون سياسته مختلفة قليلا عن سياسية أوباما؛ قام ترامب بقصف مطار الشعيرات السوري الذي تم منه قصف خان شيخون، المطار كان شبه فارغ وأضراره زهيدة.

لم يتوقف النظام عن قتل الشعب السوري الثائر أبدا، في خضم تلك المجازر كان الجميع يفكر بعقد مؤتمرات لأجل الأزمة السورية، والآخر يؤجل المؤتمرات وآلة القتل لم تتوقف.

ظل ترامب يبحث عن طريقة تفكير مغايرة بدون اقتلاع الأسد من سوريا، فكر مليا.. وقام بوصف بشار الأسد بالحيوان لأنه يقتل شعبه، ظن ترامب بأن كلمة حيوان ستجدي بالغرض نوعا ما وربما تكون تمهيدا لردة فعل مبهمة! مثلما ظننا، كانت سياستهم أن إبادة الشعب بالكيماوي مرفوض ومحرم، أما قتل الشعب بالصورايخ والبراميل والقذائف فهو حلال ومباح.

كيماوي جديد وغير مستبعد يستخدم في دوما عام 2018، وكالعادة النظام ينفي امتلاكه لغازات كيميائية، من جديد عشرات الضحايا من الأطفال والمدنيين، وكالمعتاد قام ترامب بوصف الأسد بالحيوان إضافة إلى تهديدات وتوعدات ضخمة ومزلزلة لضرب مواقع استراتيجة للنظام السوري الروسي على يد فرنسا وبريطانيا وأمريكا،
وبعد عدة أيام من التهديدات، وكأنهم يقولون لبشار الأسد اذهب إلى خارج سوريا نريد قصفها، وقم بأخذ احتياطاتك واسحب الطائرات إلى حميميم.

وبعدها قاموا بقصف عدة مواقع لنظام، وادعى النظام أنه قام بصد عدد منها، وكانت الصواريخ عكس التهديدات تماما، فأسماها النظام العدوان الثلاثي، نعم العدوان الثلاثي يستهدف الاحتلال الثلاثي روسيا وإيران وحزب الله.

وبعد فجر (النعرة) الأميركية التي حدثت؛ قام مؤيدو نظام الأسد بالاحتفال في ساحات دمشق لأنهم انتصروا!!..

انتصروا على أهل الغوطة الشرقية التي قتل نصف أهلها وهجروا الآخر، انتصروا على الصواريخ الأمريكية التي دمرت بعض ممتلكاتهم.

هل يعقل أن أمريكا لا تسطيع إزلة الأسد؟ أمريكا تسطيع ولكنها لا تريد، تستطيع توجيه صاروخ واحد إلى القصر الجمهوري دون استهداف عدة مواقع وتدمير البنية التحتية لسوريا، أنا وأنت نريد أن نسقط الأسد ولكن أمريكا لا تريد..

“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.. 

تبا لكل السياسيين إذا اختلفوا دمروا البلاد وإذا اتفقوا سرقوها، ما فعلوه في سوريا هو تدمير ذاتي وتقسيم ممنهج، في دمشق يرفرف العلم الإيراني، وفي طرطوس يرفرف العلم الروسي، وفي الشمال يرفرف العلم الأمريكي وفي إدلب يرفرف العلم التركي وفي الجولان يرفرف العلم الإسرائيلي أما عن العلم السوري فهو يرفرف في المراقص والحفلات، وعلم الثورة السورية مطبوع على نعاش الشهداء، هذا ما انتهجته حرب الكبار.

وفي حال استمرت الثورة وستستمر بإذن الله، سيقوم الأسد باستخدام الكيماوي ويقوم ترامب بإعادة السيناريو أعلاه..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي يوث.

Exit mobile version