عزيزي..
كيفَ حالك الآن؟
أترددُ كثيرًا قبل أنْ أكتبَ لك، أعلمُ بأنّي لم أعدْ أملكُ ذلك الحق، ولكنّي يئستُ منّي.
يئستُ من ذاك النّبض الداخليّ الذي يذكرني دائمًا بك.
عفوا يا عزيزي، إن كنتُ أيقظتكَ من غفوتك، من تأثير ذلك البنج الذي سيذهبُ تأثيره سريعًا، أعلمُ ذلكَ جيدًا، وإنْ كنتَ لا تعلمُه أنت.
و لكن، كلّ ما تمرُّ به أنت الآن، ماهو إلاّ غيبوبةٌ لم تعيها بعد.
عفوا إنْ كنتُ أذكرك بما لم تنسَهُ أبدًا.
ليسَ غرورًا منّي، و لكنَّ ما يربطُ بيننا أكثر من الكلمات، أكبرُ من أن يُنسى.
دعني أخبركَ بما لم أخبركَ بهِ قطّ!
أخبركَ بمدى تطفلّي اليوميّ لمعرفة أخبارك.
بسذاجتي في البحثِ بين الكلماتِ، كيّ أجدَ ما يؤكدُ لي أنّك بخير.
بذكائي في ربطِ الأحداث، كيّ أعرفَ كيف يمرُّ يومُك من دوني.
بأحلامي التي تُطمئنني أحيانًا، وتُخيفني أحيانًا أخرى عليك.
لا أعلمُ لماذا أكتبُ لك الآن، و لكنَّ الكثيرَ يدورُ بداخلي.
أشعرُ بأنّي أختنقُ كلَّ لحظة، كلّ لحظة لا أستطيعُ فيها محادثتك.
“عزيزي”، حتى هذه الكلمة أصبحتْ حقًّا مسلوبًا.
كما لو كنتَ شبحًا يطوفُ حولي.
من بدايةِ لقائنا، كان هناكَ دائمًا شعورٌ بأنّنا لن نكتملَ ببعضنا البعض، كنتُ أشعرُ بأنَّ هناكَ آخرينَ سنكتملُ بهم.
لكنّ في ذاتِ الوقت، أشعرُ بأنّ روحي اكتملتْ بك أنت.
أنتَ عزيزي فقط.
أتذكرُ آخرَ لقاءٍ، و كأنّه يحدثُ الآن، و كم كنتُ قاسيةً جدًا، و لكنّ لم يكُن بوسعي أنْ أفعلَ غير ما فعلت.
لم يكُن بوسعي مُجابهة ما يحدث، و ما سيحدث.
لم يكُن بوسعي سِوى الهروب مني، ومنك.
وحدكَ من كنتَ قوتي، و احتياجي الوحيد ذلك الوقت.
وحدكَ عزيزي.
كنزيفِ إجهاضٍ لم يتوقفْ بعد.