من الجميل أن يستند الفرد الإنساني على لسانه الذهني الغالب على تصرفاته المتعددة، من الرهيب تأكيد الكثير من سلاسة التردد عبر توازن هش..
هذه الحالات هي التي نعتبرها حياة، هي التي نزول عبرها، ونستقيم عبرها كذلك، فيبقى الاختيار الأهم لنا بين كافة كفات العناوين كلها، إذ سيعيد الفرد إنتاج حياته، في كل حين، في كل دورة يومية سارية المفعول به أو فيه؛ لا يوجد سند واضح لما نقوم به من أفعال..
لهذا نجد الأفراد تتخبط بين التيه والصواب، بين ما يعتقدون زيفا بأنه الحقيقة والحق معا، وما يتوضأ به الإنسان كل يوم من أجل إعادة تدوير ما هو معتاد، لتصبح كافة الترابطات المعرفية قائمة على قواعد ظرفية مترنحة بكثافة، وقتئذ يثور الإنسان، ينهار كل شيء، وتعيد الحياة ترتيب ما فاتها من لحظات ضائعة.
لما نعيد تفكيك الأمور، ستظهر الحياة ممزوجة بكافة ألوان البقاء، سنحاول دائما صياغة ما تبقى لنا من وجود متحرك، نجاري الرضوخ لحيثياته عبر مراكز مختلفة تزول بزوال ما نرعاه وما نهتم به، إذ أنّ الفؤاد يحمل الكثير من ألغاز التعقيدات، طمعا في عتبات تراوح ذاتها سيرا على منافذ قد تم طمرها في سالف الأزمان.
رقائق الإنسانية هي ذاتها، مصنوعات البشرية تختلف، تعابير التعريفات وما تكتنزها من رغبات هي التي تؤلف بين الأرواح، لذلك لا ضير من الأخذ بما تبديه الحياة..
لا عجب من العودة إلى ما يمكن للإنسان استعارته ولو لحين من أجل تقديم ما يعادل مكبوتات تسير معه دون رضاه، من المهم أن يسلك الإنسان ما يعتقد بأنه “مقبـــول”.
بين ذاك الدجى يحمل الفرد ما تبقى له من أنوار، يحاول بلغط السماء ورجاء المتبقي له أن يعبر نحو الفضاء، إنّ للعالم الذي نعيشه مبررات لكل قطعة دقيقة في حياتنا..
لكل تفصيل من تفاصيل الإنسان مغزى يجهله، وهو يهفو للفرار من دجاه، يضيّع الفرد الإنساني الكثير من علاقات الأزمان بالأيّام، وهذا بالضبط ما يجعلنا نضطرب، نخاف وننكمش ضمن فضاءاتنا التي تخصنا.
لا وجود لما يحاول الإنسان تحقيقه، وإن ما ألح على ذلك فستجد المحقق انجازه لا يتعدى كونه من أحلام الواقع وتجليات الخيال، لا وجود لما يرغب الفرد في لمسه، فكل ما يلمسه الإنسان هو واقع تنسجه الأذهان لتلقيه في مساحات الهذيان، وما بين شظايا هذه الأهداف، تجد الفرد الإنساني يعاني بكثير من الدموع.
النجدة! هو ذاك المنفذ الذي يدرسه الفرد في الروايات، يتعلق بفرضية وجوده، ويحاول بشتى الأساليب التركيز على اتباعه وتغذية الركون إلى حقيقة اتقان التمسك به..
إنّ عصارة الفرد الراقية التي تتبعها الأرواح التي تتبع الكثير من أوهام الرضوخ أو المجاهرة، هي مختلفة من حيث التركيب عن ما بقي للإنسان من مزايا، لكل تركيب أسسه ومراميه.
قام حكيم الإغريق بترتيل العبارة التي نستخدمها في العنوان (تحية من الجزائر للحكماء السبعة)، وقد أصاب في بعضها وبدا مصيبا في البعض المتبقي، إلاّ أنّ خزف الروح هو السبيل الوحيد لفهم ما يمكن إجلاء المؤذي عن مساحة الفرد الذاتية..
بعض الكلمات عبر تناسقها قد تولّد للإنسان عالما كاملا، عالم من جانبيْن، كالقمر! له جزء مضيء والآخر مظلم، جانب يرى بأن: الأرض أكيدة (la terre est sure)، والجزء الآخر يؤمن بأن: البحر ليس كذلك (la mer n’est pas sure)، لهذا من الواجب البحث والتأمّل في القمر بجزأيه، منفصلان أو متصلان، لا يهم.
إذا كانت الأرض أكيدة، فالبحر ليس كذلك (Si la terre est sure, la mer ne l’est pas)، هذا ما يلخص الكثير مما يتعلق بالإنسان، الأزمان والبرهان، هي تلخص مسيرة الحياة على كافة طرقات ومسارات الأرواح الحية، لهذا من المطلوب الوقوف على الأرض كما يواجه الإنسان البحر، قَدَمًا بقَدَم.