الأيام ستصنعك

اترك الأيام تصنعك يا صديقي، لا تنزلق وراء التواكل واللقمة السهلة واقتلعها بنفسك  فإن استأنست بالسهل فسيُدمّر قلب وسيجف عزمك..

ستقع وتقع وتقع، ثم تعاود الوقوف وترى الخير، قم تعاد الكرة وتقع وتعزم أن تقف مرة أخرى ولكن قبل وقوفك سيسقطونك، لا تيأس وعد المحاولة، قليلة أو منعدمة هي الأيادي التي ستُمدْ إليك أثناء وقوعك إلا حبل الله فهو مدود لا يفنى..

سيجافيك الصديق ويتخلى عنك الأخ ولكن لا تقطع حبل الأخوة والصداقة فالقلوب بيد الحي الذي لا يموت هو الذي يقلبها كما شاء، فاليوم ضدك وغدا قد يكونون إلى جنبك.. ستكبر، ستتخرج من الجامعة، أستاذك في الكلية سيرسم لك حياة ومستقبل وردي بعد تخرجك ولكن ما من وردي إلا الحائط الذي ستصدم به..

ثم ماذا!؟ تنتظرك أزمة يُقال أنها “أزمة ربع العمر” وهناك الكل سيتركك ويمضي بلا مأسوف عنك، وما لك إلا حلين فإما أن تصمد وكلها مسألة وقت وصبر، وإما أن تمدّ الأربعة وتكون من الخاسرين.

ليكن في علمك يا صديقي؛ أن نظرة الإنسان للصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته، في الواقع هي التي تشكل ردود أفعاله تجاه هذه الصعوبات والتحديات، ومن ثم إذا كانت هذه النظرة صائبة وايجابية فسيتمكن الإنسان من مواجهة كافة الصعوبات والتحديات بإصرار وعزيمة تمكنه في النهاية من الانتصار ومواصلة إنجازاته في الحياة، أما إذا كانت تلك النظرة خاطئة وسلبية فستقهره الصعوبات وتجبره على الوقوع في براثن الإحباط واليأس..

قف حيث أنت وعاين ما عشته وما ستعيشه واسأل نفسك:

“ما فاعلٌ أنا؟
وما لم أفعل؟
ومالذي فعلته ولن يتوجب علي فعله؟
ومالذي لم أفعله وكان علي فعله؟”..

كثيره هي الأسئلة التي عليك طرحها! ثم تتوكل وتطرق ألف باب وباب والكل موصدة في وجهك، سترهق وتشرب الكثير من القهوة، وستحرق الكثير من السجائر، سيمسكك مراقب التذاكر في القطار أو الميترو ويسجل لك مخالفة لأنك لم تقص تذكرة للركوب، ستجلس في مقهى وأنت تخالُ سعر القهوة فيها في متناول جيبك ولكن سيأتيك النادل ويأخذ منك ما لا تطيب له نفسك..

ستكسب الكثير من الصداقات العشوائية، ستواجهك العنصرية ولكن انبذها وامضي، ستواجهك الهمجية ولكن تجاهلها، ولكن أتعلم في كل هذا ماذا يتوجب عليك فعله!؟

أتذكر حبل الصداقة والأخوة الذي حدثتك عنه؟ “نعم ذلك الحبل حافظ عليه، وإن أساؤا هم إليك، لا تكره أحدا، فالكره وجع زائد للقلب والرأس!

وكن على يقين أن دوام الحال من المحال، وأن يد الله ممدودة، وأن نور الفرج قد قرب، وأن نورًا سيأتيك من ثقب بعيد يبشرك بما شقيت من أجله وزيادة..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version