الإعلام وتأثيره.. الإعلام العربي أنموذجا

الإعلام وتأثيره.. الإعلام العربي أنموذجا

لا شك أن للإعلام دور مهم جداً ومحوري في السياسة العامة للدولة فكما قيل أن الإعلام يعطي صورة الدولة للعالم فكلما كان الإعلام هادفاً وبناءاً ساعد على تطور الدولة ورقيها وجذب الانتباه لها وقس على ذلك.

لقد انتبهت الدول الغربية لهذا المنطق منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما اكتشفوا أن الحروب التقليدية مكلفة جداً سواء بالأرواح أو المال فعمدوا على إنشاء وسائل إعلام وتسويقها.

فأصبح لكل دولة قنوات فضائية عامة وخاصة، بل لم يكتفوا بهذا القدر فنشروا إذاعاتهم وقنواتهم للعالم بلغات مختلفة.

فنجد أن بريطانيا أنشأت البي بي سي وأنشأت فرعاً باللغة العربية من سبعينيات القرن الماضي. 

أما فرنسا فأسست قناة فرانس 24 بالعربية بل أصبحت تشكل الرأي العام وتطرح الأجندات الفرنسية بشكل واضح.

بدايات الإعلام العربي

إن خطورة الإعلام انتبهت لها الدول العربية فكان للسعودية السبق المعلى في ذلك، بإنشاء قنوات ترفيهية وإخبارية، فكانت فترة التسعينات من أزهى الفترات التي مرت بـ الإعلام العربي.

مروراً بدولة قطر صغيرة الحجم كبيرة التأثير التي استطاعت أن تلفت العالم إليها من خلال قناة واحدة ساهمت في تغيير النظرة الإعلامية في العالم العربي ومنح قيمة للديمقراطية من خلال إتاحة الرأي والرأي الآخر.

بالرغم من ذلك لم تكتفي بقناة، فكونت شبكة كاملة من القنوات بالإضافة إلى حصولها على تصريح نقل المباريات العالمية في الشرق الأوسط فأكسبها ذلك شهرة ومكانة لم تكتسبها دول كبرى.

انتقالاً للإمارات التي وجدت نفسها في بداية القرن بين مفترق طرق فحاولت تأسيس بنية تحتية قوية لتكوين إعلام مؤثر.

فأنشأت قنوات العربية وسكاي نيوز بالإضافة للعديد من القنوات المؤثرة في الرأي العام.

وسعت لإحتكار بث مباريات أفضل الدوريات في منافسة شرسة مع دولة قطر فكانا متوازيان.

من هنا لا ننسى مصر التي كان لها السبق في التأثير على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ خمسينيات القرن الماضي.

إلا أنه دائماً ما كان الإعلام المصري موضع انتقاد وتهكم بسبب قلة الاحترافية في الأداء والتدخل المباشر في شؤون الدول لكن يبقى لها تاثير واضح.

الإعلام العربي ومنصات التواصل الاجتماعي

بعد ما يسمى بالربيع العربي ظهر مجموعة من الشباب انقلبوا على ما يسمى بالإعلام التقليدي الذي كان ينفذ توجهات الحكومات، غير مرضي لطموحات الشعوب فوجدوا نافذة اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي كمتنفس لهم عن هذا الكبت والسكوت.

استطاعوا أن يجدوا شريحة جيدة للتعبير عن مشاعرهم وما يمسكون به في أنفسهم التي أغلقها الإعلام التقليدي كالتلفزيون والراديو.

فأصبحنا نجد النشطاء والإعلاميين الشباب والمدونين بكثرة لوجود هذا الجو الديمقراطي القائم على استقلالية الرأي والشجاعة في طرحه للناس بالإضافة إلى ظهور الكوميديا والجلسات الثقافية وغيرها..

كما أننا نرى أن هناك تحركاً جديداً يتمثل في فكرة بعض من رؤساء بعض وسائل الإعلام التقليدية لعملية ما يسمى دمج الإعلام الحديث مع التقليدي لتكوين إعلام متوازن فيه خبرة القدماء وروعة الحاضر وفيه الشباب والشيب.

إن هذه المعادلة من شأنها أن تكون جو مثالي لحرية التعبير في عالمنا العربي وتكوين إعلام مؤثر عالمياً وعدم الاكتفاء بالمنطقة فقط.

بالإضافة إلى فتح العديد من المجالات الجديدة للحد من البطالة وإيصال المعلومة إلى الحكومات والضغط عليها وحلها لنصل إلى الرقي والتحضر الذي افتقدناه بسبب بعض الممارسات الإعلامية الخاطئة فليس ذلك ببعيد..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي يوث.

Exit mobile version