الحب بين التبجح والاقتداء

عيد الحب ومنذ متى كان للحب عيد؟

منذ أن بات الحب وهما، وبات مجرد اقتداء وحظوة، حب من أجل البروتوكول نتباهى به على بعضنا البعض. مشاعر باطلة تتبخر عند أول زلة، حب باسل يفتقد لتوابل العشق.

يحتفلون بعيد الحب وهم حتى لا يستطيعون الجهر به. نظرة خبيثة قبلة مرعوبة ومصلحة خفية كلها تحت مسمى الحب، حب في الظلام يتلاشى ما إن يتعرض للضوء.

إنه لأمر يحز في القلب أن نبلغ مرحلة لا نكترث فيها للمشاعر حيث أصبحنا نتاجر فيها وكأنها بضاعة، التطور في عصرنا هذا أصاب حتى مشاعرنا بحيث أصبحت قابلة للتأقلم مع أي كان وفي أي وقت، فقط قل لي ما تحتاجه أقدمه لك فورا كأننا نقدم أيس كريم بنكهات.

لقد بات الحب هو الآخر من البروتوكول أمام الناس تماما كما السيارة الفاخرة، “واو إن فلان في علاقة حب يا للروعة!” بل الأكثر غرابة وخطورة هو وضع معايير لهذا الحب فمثلا يجب أن تكون في علاقة حب مع شخص جميل كي لا يضيع بريستيجك أو يسخر منك من هم حولك. لذا فأغلب الشباب إناثا وذكورا يتبعون معايير محددة تكاد تصبح شروطا لاختيار الطرف الآخر كالجمال والجسم المثير والمظهر الأنيق، لا يهم كيف يفكر أو أي لغة يتحدث أو حتى معتقداته الدينية طالما كان يتوفر على الشروط أعلاه.

حاصرنا مشاعرنا في يوم واحد وهو 14 من فبراير حيث نكره نحسد نكذب ننافق إلى حين قدوم اليوم المخصص للحب فنحب وحتى في حبنا نكذب، لم لا تصبح أيامنا كلها حبا وسعادة بدل يوم واحد؟!.نقتني لبعضنا الهدايا تحديا بيننا رغم أننا وصلنا إلى درجة متقدمة من الإنفتاح التي بات الإحتفال بعيد الحب أحد رموزها إلا أننا لا زلنا نحتفظ ببصمة قديمة لا زلنا مقيدين غير أحرار حيث في علاقة بين فتى وفتاة نجد أن الفتاة لا تتخطى دور المستهلك والمتلقي فقط فهي تنتظر الشاب أن يتغزل أن يبوح بمشاعره أن يقتني الهدايا أن يصنع المفاجآت، في نظري في هذه الحالة يصبح هو الأحق بأخذ قرار إنهاء أو تتويج علاقة كهذه بالزواج.

في عيد الحب تنتظر الفتاة أن يقدم الشاب هديته أولا لكي تقدم هديتها وإن لم يفعل لن تفعل كل شيء مرتبط به هو أما هي مستفيدة فقط، إذن ما دمنا لم نتجاوز هذه التفاهات فنحن لم نصل إلى تلك الدرجة من الوعي والإنفتاح التي يظنها الجميع. الإنفتاح على الثقافات وذلك التسامح الذي نحاول إظهاره لن يشفع لنا ويظهرنا في صورة لائقة إن كنا لم نصل بعد إلى ذاك النضج الفكري.

علاقة الحب التي ستجرد المرأة من أفكارها رغباتها وآراءها وتعطي المشعل للرجل لكي يسير الأمور ليست بعلاقة حب البتة بل عبودية وتملك وحتى نبلغ مرحلة حرية التصرف والتعبير من كلا الطرفين حينها فقط نكون قد تجاوزنا تأثير التقاليد والعادات على تفكيرنا وبلغنا مرحلة الوعي والنضج.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version