الحياة مسرحية!

الحياة مسرحية!

الحياة مسرحية!

الأرض حول الشمس تدور

والقمر حولها يدور

دولاب الحياة يدور

وقافلة الدنيا.. تمضي على مر العصور

تغدو بكورا الطيور

تسعى بحثا عن الزاد

لتعود مساءً وقد أتت بالمراد

الليل والنهار…

في تعاقب على استمرار

والماء دائم الجريان

وإذا ركُد الماء فسد

الجبال تمر مر السحاب

الغيوم والغازات والضباب

وكذلك ذرات الكون

الكل في حركة.. لا سكون

كم تجتهد النملة!

وكم تعمل النحلة!

كثيرا ما كافحت الأشجار

هبوب الرياح والأمطار

كافحت لتؤدي دورها وتبقى

الكل.. الكل يسعى

فما الحياة إلا.. مسرحية

عنوانها: عمل دؤوب، دور يُؤدى، وجزاء مؤجل

فللناس أدوار

كما للحشرات والأطيار

وللأشجار والأزهار

ولكل المخلوقات أدوار

الجبال؛ لها دور تؤديه وتخشى

والأشجار والأطيار والأزهار تؤدي أدوارها وتخشى

الحشرات والحيتان والرعد والبرق والمطر والحجر

كلها تؤدي ما عليها وتخشى

تخشى.. تخشى الله

تخشى أن لا يقبل عملها

أو أنها ليست كفؤًا لدورها

……………………….

أما الناس فكما أنهم أدوار

هم أسرار وأخبار

هم أبطال المسرحية

الكل لهم مسخر

وبخدمتهم.. الله أمر

لكل دوره، ديكوره، حواره

أحداثه، ونهاية بطولته

فكلنا بطوليون

ولكل منا حكاية

تنقش على دفاتر الحياة

بداياتنا واحدة

ونهاياتنا واضحة

نختلف في أشياء وأشياء

ونتفق في أخرى

كثيرا ما نحاول أن نتمرد على الواقع

لكنه يعيش فينا رغم أنوفنا

وكثيرا ما نسعى لتغيير السيناريوهات

فنجدها كتبت بأقلام لا تمحَ

نذوق طعم فراق الأحبة

فنبكي، نصرخ، ننام على أمل أن ننسى

وبالفعل بمرور الأيام ننسى

ليصبحوا مجرد ذكرى

نغوص في أعماق الحياة

ونؤدي أدوارنا

وحالما تواجهنا المعضلات

كثير منا يود الانسحاب من المسرحية

ولكن.. لا جدوى فقد وقعت أوراق الاستمرار يوم ولدنا

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version