الدين سيعود غريباً

يقول عباس محمود العقاد: الحرية التي يُنادي بها الإنسان الآن هي الطلاقة التي يتمتع بها. الحيوان بلا رقيب أو حسيب أما الثورة التي جاء بها الإسلام هي دعوة للسواسية بين الناس جميعاً أبناء آدم وحواء وهي دعوة في عالم الحقوق أرفع وأوسع من تلك الثورات التي تدعو للتحرر من أنواع أخرى.

كثير ما أُصادف بنات لم أكن أعرف عنهن سوى الالتزام الديني يرتدين الحجاب الشرعي اُفاجأ بعد مرور عدة سنوات بقرارهن لخلع الحجاب أتألم كثيراُ ولا أريد أن اتجادل معهن في شأن ذلك لربما عدم رغبتي في جرح شعورهن أو لأنني أدري أنهن في تلك المرحلة يشعرن بالتيه الذي يعقب فعلتهن تلك ولكن فتن الدنيا قد انتصرت على مبادئهن وعلى الحق الذي كانوا يسيرن عليه، ولكنَّ الآن يزداد عدد تلك الفتيات كل يوم عن الذي يسبقه في ظل بحثنا عن فرضية النقاب من عدمه وتجادلنا في اللاشيء الذي نبرع فيه ثم نتفاجأ أنه يتسرب من بيننا مَنْ يتزعزع إيمانهن بالحجاب ذاته في ظل عدم وجود مَنْ يأخذ بيدهم بالموعظة الحسنة ويرشدهم إلى الطريق مرة أخرى.

وتدرون أيضاً لماذا؟ بسبب الأسرة ففي كثير من البيوت وإن لم تكن معظمها الآن عندما تكبر البنت فعليها أن تأخذ تلك القماشة من دولاب والدتها أو دولاب أختها الأكبر وتصنع منها حجاباً لها بلا أي معرفة بما يمثله الحجاب لها فعندما تقترب من تلك الفتاة وتسألها لماذا ترتدين الحجاب فتكون إجابتها لأن ذلك ما قاله لي أبي أو ما قالته أمي.. وبالتالي تمر الفتن من أمام تلك الفتاة يوماً بعد يوم كلما كبرت فيتزعزع إيمانها الذي لم يتم تأسيسه بداخلها فتنجرف معها وتنزع تلك القماشة اعتقاداً منها أنها تثور على تلك العادات والتقاليد التي فُرِضت عليها لكي تترك حريتها وتقيدها وأن الحجاب من صُنع ذلك المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه وأن الحجاب عادة وليس من العبادة في شيء فكل تلك الأقاويل هي التي تسمعها الفتاة من أصحاب الحريات الذين يستغلون ابتعادنا عن الدين وعدم زرعنا داخل تلك الفتاة الصغيرة المبادئ العقائدية السليمة بمفهومها الصحيح وأكبر شيء لم نزرعه بداخلها هو حب الله فكم واحداً يعبُد الله حباً فيه سبحانه.

أود سؤال كل مَنْ يقرأ تلك التدوينة هل تحب الله حقاً؟ فالكثير ستأخذه العزة بالإثم ويقول نعم وكيف لا أحب الله ما هذا السؤال؟ فالإجابة على ذلك السؤال هي التي ستضعنا على الطريق الصحيح للعبادة. لا يستشعر الكثير منّا حب الله في قلبه بل هي كلمة نرددها جميعاً فحب الله هو الذي يتم عن طريق معرفته سبحانه حق المعرفة فعندما نعرف الله حقاً سنجد أنفسنا نربي أولادنا ونزرع فيهم حب الله تلقائياً فسينبت جيل يستشعر مراقبة الله له في كل عمل وقول ونخبرهم دائماً أنَّ الحرية السليمة المنزوعة من أي مصالح شخصية هي الحرية التي أعطانا الله سبحانه وتعالى إياها ولا نحصل على تلك الحرية إلا بإتباع أوامره وامتثال نواهيه وعندما نستشعر حبه في قلوبنا سنؤمن به حق الإيمان. ويوجد الكثير الآن يكابر ولا يستطيع أن يُعلن أن تلك النسب الكبيرة في نزع الحجاب أو نسب الإلحاد فهي نتيجة فعلنا الخطأ وفهمنا الخطأ أيضاً وأصبحت الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لها أهداف دنيوية ولم تعد الدعوة بالطرق السليمة والموعظة الحسنة إلا مَنْ رحم ربي.

وأخيــراً

إلى تلك التي نزعت حجابها وقالت أنه جزء من المجتمع الذكوري وليس من الدين في شيء وأنه ليس سوى سلباً للحرية فلن أقول لكِ ادخلى على صفحات الموضة للمحجبات التي تريد أن تعالج مشكلة كره البنت للحجاب بوضع الكثير من الموديلات والاستايل الجديد للحجاب والذي في كثير منه ليس من الحجاب السليم في شيء فبتلك الطريقة ستنجذبين في البداية ولكن لن يتطرق بداخلك الإيمان بالحجاب وفرضيته فلا يوجد علاج أفضل من معرفة الله حق معرفته وعن دينك أكثر وعندما تستشعري حب الله ستهرولين إليه سبحانه بكل كيانك لامتثال أوامره واجتناب نواهيه ومع كل كلمة في كتاب الله ستجدين أن الأنثى لم يكرمها سوى الله سبحانه وتعالى في دينه الذي ارتضاه لنا لم يمنع عنكِ الله التفكير في كل شيء ينفع دينك ومجتمعك ونفسك وإعمال عقلك والعمل والكلام وليس صوتك بعورة والمشاركة في كل شيء إيجابي في مجتمعك ولكن الذي منعه سبحانه هو استغلال شخصيتك والاستهانة بكرامتك فلن تجدين عزة سوى بالقرب من الله سبحانه وتعالى والحجاب هو جزء أساسي لا يتجزأ من الحفاظ على كينونتك وشخصيتك.

أما هؤلاء الذين يستغلون عقلك ويشكلونه ويقولون لكِ أن تلك القماشة تنزع حريتك وأنها عادة وليست عبادة فكل هؤلاء يريدون منكِ أن تكوني مثلهم ويعلمون أنكِ بامتثالك لأوامر الله سترتفعين فوق عقولهم المريضة التي لا توجد فيها سوى كره لدين الله سبحانه وتعالى والحقد عليه.

وأقول لكِ لا تأخذين الدين سوى من كتاب الله وسنته ومن كل مَنْ ترين أنه يستشعر في قلبه حب الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويفعل بما يقوله أما هؤلاء الذين كثروا في المجتمع ممَنْ يحرفون الكلم عن مواضعه ومَنْ يضللونك لتكوني جارية لهم فلا تسمعي لهم وألقيهم وراء ظهرك.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version