الساعه الآن الثانية عشر

لا أعلم ما يحدث لي يوميا حين تمر هذه الساعة، يأتي هذا الهاجس يهمس لي في أذني، أو ربما يتجسد أمامي في صورة شبح مخيف، يذكرني بكل خيباتي، بكل أحلام تمنيتها ولم تحقق.. يخبرني بأنني شخص بائس لا يستحق الحياة، شخص خروجه من الدنيا لا ينقص منها شيئا، يسدي لي تلك النصيحة أنك إن كنت على حافة الهاوية فلتسقط ولا تنتظر من يدفعك إليها على الأقل تكون قد اتخذت القرار الأخير في حياتك بمحض إرادتك..

ويستمر هذا الصراع بيني وبينه لساعات طويلة حتى يغلبني النوم، لكنه في كل مرة يفشل في أن يصل بي إلى الانتحار؛ ويكتفي بأن يتركني أعيش بنصف روح، ويأتي في اليوم التالي مكررا محاولاته واحده تلو الأخرى لعله في مرة يصل إلى مراده.

لا أعلم حقيقة إلى متى سيصمد أمام محاولاته، ولكن المخيف لم يأتِ بعد؛ فبعد أن يتركني لنومي ويذهب تبقى تلك الهواجس في رأسي لأرى أمامي كل ما تمنيت تحقيقه والوصول له ولكنه يبقى في الحلم، أستيقظ وأجد نفسي بدون أحلامي، كل ما رأيته في حلمي لم يتحقق، كل ما رأيته علي أن أدفنه حيا لكي أكمل يومي..

أكمله لا مباليا لكل ما يحدث، لا أعلم ماهية ما أمرّ به، هل هو انفصام في الشخصية ولدي شخصيتين أحدهما ضعيفة وبائسة والأخرى لا مبالية، أم هو عدوة اكتئاب منتشرة في هذا الجو الذي يملأه الفساد والفقر، لو كانت الأولى فعلى إحدى الشخصيتين أن تنتصر لأرتاح من هذا الصراع النفسي، أما لو كانت الثانية وأنا أرجح ذلك فأدعو الله أن يرسلني بعيدا عن هذه البلاد قبل أن ينتصر علي هاجس الثانية عشر..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version