الجزائر (MTAPOST) – يصف كثيرون الصحراء الجزائرية بالجنة التي يمكن أن تتكفل وحدها بصناعة سياحية توفر عشرات آلاف فرص العمل وتحيي المنطقة وتحسن الأحوال المعيشية للسكان.
كلما ابتعدنا نحو الجنوب كلما لامست العيون سحر الصحراء بمعالمها الطبيعية، والأثرية التي تعود إلى قرون غابرة، من قصور وآثار تحتضنها مناطق تاغيت وبني عباس في ولاية بشار وبسكرة وجبال الطاسيلي ومحميتها الطبيعية في أقصى الجنوب وغيرها.
في منطقة تيميمون قصور سحرت الآلاف من السياح والزائرين الجزائريين والأجانب الذين يقصدونها خصوصاً خلال احتفالاتها وتظاهراتها السنوية أو في مناسبة رأس السنة. لطالما سحرت الصحراء عشرات الفنانين والرسامين الذين يقصدونها سنوياً لا سيما في الشتاء.
تلقب تيميمون بـ”الواحة الحمراء” بسبب انتشار مبانٍ مشيدة بالطوب الأحمر، تعرف بالقصور التي يصل عددها إلى ثلاثين، يحيط بها النخيل والمياه الطبيعية العذبة. من أشهرها قصر بدريان وقصر ماسين وقصر تينركوك. تعود هذه القصور بحسب وزارة السياحة الجزائرية إلى القرن الثاني عشر الميلادي، تتوزع بين مجمعات سكنية ودور جرى ترميمها لاستقبال السائحين في جو صحراوي مختلف عن المجمعات السياحية المعروفة في الشمال الجزائري.
وعلى بعد أكثر من 1400 كيلومتر عن العاصمة الجزائرية باتت تيميمون من المدن الصحراوية المعروفة في شمال أفريقيا والجاذبة للسائحين من كلّ الدول للتعرف إلى العادات التي ورثها السكان عن أجدادهم في إحياء المناسبات المختلفة. تعتبر الصحراء الجزائرية على مساحتها الشاسعة منطقة تأسر الزائرين وتسحرهم برمالها الذهبية وآثار الإنسان الأول وحجارتها التي تدلّ على حضارة مرت من هنا. أما سكان الجنوب من الطوارق فما زالوا متمسكين بصفاء طبيعة الصحراء التي تتجاوز مساحتها مليون كيلومتر مربع.
تستقبل منطقة الطاسيلي آزجر بمنطقة إيليزي أفواجاً كبيرة من السائحين الأجانب والجزائريين، علماً أنّها مجهزة بفنادق ومخيمات وقرى سياحية. تنظم المنطقة احتفالات وتظاهرات ثقافية مثل معارض الصناعات التقليدية، وبرامج رحلات وجولات نحو العديد من المواقع السياحية، بالإضافة إلى برامج ثقافية وفنية تنشط فيها مجموعة من الفرق الفولكلورية والموسيقية المحلية.
يعتقد الناشط في مجال السياحة الصحراوية منصور الجزيري أنّ “السائح الأجنبي تهمه الصحراء بالدرجة الأولى، والجزائر غنية بصحراء شاسعة رملية وصخرية وواحات وفولكلور وتقاليد أصيلة وآثار تخلد من سكنوا فيها منذ القدم”. في المقابل، ينتقد غياب منشآت فندقية كافية في الصحراء: “يجب تشييد عشرات الفنادق والقرى السياحية في الصحراء وتشجيع الأنشطة الترفيهية والرياضية كالتزحلق على الرمال والألعاب التقليدية الصحراوية وسباق الجمال، مع تطوير النقل بمختلف أنواعه، ودعم الصناعات الحرفية والتقليدية لتصبح السياحة نفط الصحراء”.
من جهتها، تنظم جمعيات مدنية مبادرات لتشجيع الشباب الجزائري على السياحة الداخلية وتروج لسياحة المواسم الدينية والثقافية في الصحراء. كذلك، تتولى الوكالات السياحية تنظيم رحلات لسائحين أجانب إلى الواحات. وفي مناطق بسكرة وبشار وتيميمون يحاول رجال أعمال إنجاز فنادق ومنشآت ذات صلة بالسياحة لتوفير مرافق لاستقبال السائحين، واستدراك ضعف البنية التحتية، خصوصاً أنّ الحكومة الجزائرية قدمت تسهيلات للمستثمرين لإنجاز الفنادق السياحية إذ بدأ العمل على إنجاز 1400مشروع سياحي و100 فندق في الصحراء الجزائرية، ضمن خطة أطلقتها الحكومة تمتد حتى عام 2030 لإنعاش السياحة.
ما زالت الصحراء الجزائرية في حاجة إلى مزيد من الاستكشاف في السنوات المقبلة، ولعلّ التجارب الأخيرة في نقل عدد من الوفود السياحية المحلية والأجنبية بين المناطق السياحية عبرها، قد تفتح الباب واسعاً أمام تحويل الصحراء إلى سوق سياحي واعد.
2 تعليقات