الطنطورية؛ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻟﻠﻄﻨﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻋﻜﺎ، ﻳﺎﻓﺎ، ﺻﻴﺪﺍ، ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ..، ﻣﻊ ﺭﺳﻤﺔ ﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ (ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﺍﻷﺣﻔﺎﺩ)، ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻠﻘﺎﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ!
ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺗﺤﺪﻫﺎ ﺷﻤﺎﻻ ﻋﻜﺎ ﻭﺣﻴﻔﺎ ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﻗﻴﺴﺎﺭﻳﺔ، ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ إﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﺘﺴﺮﺩ ﻟﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﺔ 1948 ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍلإسرائيلي، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍلإﺳﺮﺍﺋﻠﻴﻮﻥ ﻳﻬﺠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﺓ لاﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ، ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺘﻲ 23،22 ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎﻡ 1948 ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺳﺘﺴﻘﻂ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ، ﻣﺨﻠﻔﻴﻦ ﻭﺭﺍءهم ﻣﺬﺑﺤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﺳﻴﺪﻓﻨﻮﻥ ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﻲ ﺭﻗﻴﺔ، ﺗﺴﺮﺩ ﻟﻨﺎ أﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﺓ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻘﻴﻢ ﻛﻼﺟﺌﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺪﺍ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻭﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ إﻟﻰ الإﻣﺎﺭﺍﺕ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻢ إﻟﻰ ﺍلإﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ.
ﻭﻣﻊ ﺗﻮﺍﻟﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺗﺮﺟﻊ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ إﻟﻰ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﺓ إﻟﻰ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ، إﻟﻰ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻭإﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ، ﻭﺗﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﺭﻗﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ، ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻰ ﺭﺃﺕ ﻣﻨﺬ أﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ إﻟﻰ أﻥ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ، ﻋﻦ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﺷﻘﻴﻘﻬﺎ أﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، ﻭﻋﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﻤﺎ ﻫﺮﺑﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻋﻦ ﺻﺒﺮﺍ ﻭشاتيلا ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺭﺿﻮﻯ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ!
ﺗﻤﺰﺝ ﺭﺿﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭإﺑﺪﺍﻉ أﺩﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮﻯ، ﻣﻊ ﻟﻐﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻻ تخلو ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭأﻟﻢ ﺍﻟﻔﻘﺪ، ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻭﺧﻮﺍﻃﺮ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﻌﺒﻖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺒﻬﺮﺓ أﺗﺤﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺿﻮﻯ ﻋﺎﺷﻮﺭ.
ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻄﻨﻄﻮﺭﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺪﻱ ﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ “ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ” ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ “ﺭﻣﺰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ” إﻟﻰ ﺣﻔﻴﺪﺗﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺗﻌﻠﻦ أﻣﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ، ﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺷﺎﺧﺖ، ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺭﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻭإﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ.