وتساقط في مجتمعي العربي فتات بشر رمي حرامه وفق تقسيمات ظالمة، وفي عالمنا العربي، كل ما يسقط من الأكل يرمى، لأن الشيطان لوثه كما تقول بعض الخرافات البالية.
للأسف فأخبار مجاعة الإنسانية لم تكفي لتجعلنا نجمع فتات البشر لنقيمهم وفق أخلاقهم وما يصنعون لأوطانهم، لا وفق الحمض النووي DNA الخاص بهم.
لكن ترى هل لفتات البشر المحرم هذا، قلب يحتضنهم ويشبع جوع مشاعرهم الصادقة، أم أنهم غمسوا بنبيذ محرم فلا يقربهم حتى غير المصلين منهم..، نعم إنه دستور مجتمع عربي ظالم يقدس العادات والتقاليد ويكفر بما ينص عليه ديننا الحنيف!
بعد هذه المقدمة الحارة علي أن أسرد لكم نكتة لقصة حقيقية روتها لي إحدى صديقاتي لعلكم تضحكون، تقول أردت أن أزور مركز الطفولة المسعفة، لأتبرع وأنال الأجر، وأخفف عن طفولة أقل ما يمكن أن يقال أنها مظلومة، فسألتني إحدى جارتي عن وجهتي فأخبرتها ليتجهم وجهها فتقول لي حذار أن يدري أحد بوجهتك، فربما يظنون بك سوءا فتعنسي..
بصراحة أبكتني القصة ولم تضحكني، لتواصل النكتة الدرامية التي أبطالها لا يطبقون تعاليم دين هو عزوتهم، فتقول اعتبرت رأي جارتنا غير المتعلمة أمر عارض لا يتبناه زبدة مثقفينا، لتركب المغامرة سيارة أجرة بجانب فتاة على قدر كبير من الأناقة والثقافة على ما يبدو، تتصفح كتابا بشغف على غير عادتنا، فأخبرتها أن تسمح لها بالجلوس قرب الباب، لأنها ستنزل عند المحطة الفلانية قرب مركز الطفولة، فرفعت وجهها بسرعة عن الكتاب موشوشة صديقتي هل يتواجد هناك فقط فئة مجهولي الأب أم يتواجد ذوي الحمض النووي DNA المعروف، لأنها بصراحة تود فقط أن تزور فئة الحلال (أعتذر عن الجملة)..
إنها ببساطة ستنتقي من الأجر أحسنه في نظرها الضيق طبعا، عجبا لمسلمين يقول مولاهم عز شأنه؛ (لا تزر وازرة وزر أخرى)، وهم يقولون والعياذ بالله بلى إنها تزر، كيف لنا أن نقسم براءة لا تعرف ما ذنبها ونعتبرها فتاتا حراما يجب رميه، هل ننبذ أشخاصا لمجرد أخطاء لا ذنب لهم فيها، يرمون في الصغر، وينبذون في الكبر.
الرحمان ينظر إلى أفعالنا وليس إلى صورنا وأنسابنا، والبشر يصنفون بعضعم وفق الحمض النووري DNA الخاص بهم..
يا أسفي على مجتمع يقسم كله ويهمش بعضه، لنكتشف أن هناك فتات حلال وآخر حرام، إنها أزمة جهل بالدين وليست أزمة DNA.. يا خير أمة أخرجت للناس.