الكاتب الجراح ومشرط القلم

في تلك الغرفة المنيرة بمصباح عقلك المتوهج، كالعادة تحمل مشرطك بعد أن عقمته بنية سليمة خالصة، بعيدة عن التطبيل والمؤامرة، وتوخي الحيطة والحذر من أن تقطع أوردة الأخوة المترابطة، لأن نزيفها فتنة يصعب إيقافها..

فتبدأ باقتلاع الخبيث من الأفكار، والمتعفن منها، فيجلو الورم بلا تخدير فسبحان من وهبك القلم لتصف الحروف كعساكر منظمة، يسمو بها العقل وترتقي الروح فيذهب البأس بلا ألم ولا أنين.

أيها الكاتب الجراح، لا تظن أن القلم مجرد أداة تنتفخ حبرا لتفرغه على ورقة بيضاء ويدك تتلاعب في خصلات شعرك، وقطرات القهوة الباردة تملأ أوراقك المتناثرة هنا وهناك، عبارات رسمتها، إن أصابت كان بها وإن أخطأت التسديد فلا بأس هي مجرد كلمات فلا ضير!..

كلا أيها الجراح كن ماهرا.. فالقارئ سلمك أمانة عقله، ونبضات مشاعره لتضخ بها الحياة من جديد، سيقرأ لك المكتئب الناشد تفائلا بين حروفك، والعاشق الفاشل، والطالب الحالم، والمرأة منها المهزومة والقائدة الناجحة، لكُلِ جراحته الخاصة، لا تستهل بمشرط قلمك وضماد الحروف..

احمل مشرطك بحزم وتوكل على الرحمان، فأنت حامل رسالة لا تاجر كلمات.. كن جراحا ماهرا أيها الكاتب المبدع.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version