اللاشيء

كل ما أشعر به أني مُظلم من الداخل ولا أعي لذلك سبب، نوبات البكاء التي تعتريني فى ازدياد مستمر، والأيام تمر هكذا دون جدوى من شيء، فقط تزيدني وهن على وهن، وشتات على شتات، الأفكار والأحلام والأشخاص جميعهم يعصفون بي كما ورقة شجر فى مهب الريح.

الحزن الذى لم أستطع أن أفرغ منه يوما، لم أعُد عبِئه بوجوده فقد اعتدته، الآن أصبح هناك ما هو أسوأ، ذاك الشيء الكامن هناك بصدرى وعقلي، شيء يشبه البركان كثيرا فى سكونه وثورته المفاجئة، شيء يفرغني من كل شيء، شيء يجعلني أوهن، شيء كلما كدت من ترميمه عاد يفرغني تماما..

أحاول ترويضه بكل ما فيّ من اضطربات وخوف وقلق وكل ما أرجوه هو فقط أن أقوى على تحمله، أن لا أخرج من تلك المعركة مهزومة، أن لا يبتلعني ذلك الشيء، أن لا أسقط حيث اللاعودة، فقط لو أنه يفرغني ليخفف من وطأة ما أمر به، لكان الأمر هين، لكنه يثقل روحي كثيرا..

تمنيت كثيرا لو أن هناك يدا امتدت وساعدتني على التخلص من كل هذا، لكن لا أحد يعبأ بي ولا بأحد، الجميع يسيرون إلى الهاوية معمى على أعينهم، لا أحد يملك الخلاص، فى ذلك الوقت تحديدا لا أحد يملك رفاهية الاختيار من الأساس، أما السير أو اللاشيء، لربما السير أفضل من اللاشيء “ستضيع وحدك في اللاشيء” حتى وإن كان المصير إلى الهاوية “فستهوي مع الجميع ولن تكون وحدك”، العالم لا يكترث بوجودي أنا أيضا، لا أكترث لما يدور به “العالم لا يكترث بأحد من الأساس”، من أنت وسط هذا الحشد الهائل من البشر “لا شيء”.

ذا الشمس غرقت في بحر الغمام ومدت على الدنــيا مــوجة ظــــلام، ومات البصر في العيـون والبصايــــر وغاب الطريق في الخطوط والدواير يا ساير يا دايـر يا أبـو المفهومــية ما فيش لك دليـل غير عيون الكلام

أحمد فؤاد نجم

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version