المدرسة البوعنانية آية من آيات الفن والإبداع المعماري والزخرفي، وأحد أهم المعالم التاريخية في مدينة مكناس العريقة.
تاريخ تشييد المدرسة البوعنانية
يعود تاريخ تأسيس المدرسة البوعنانية إلى القرن الرايع عشر للميلاد، على يد السلطان أبي الحسن المريني.
أنفق السلطان أبي الحسن المريني على أعمال بناء المدرسة بسخاء لتظهر على هذه الصورة من الجمال، ويُقال أنه عندما قُدمت له الرسوم المتضمنة تكاليف البناء والزخرفة، أمسك الأوراق وأغرقها في صهريج صحن المدرسة دون النظر إليها.
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبته في أن يجعل منها ليس فقط صرحا معماريا وهندسيا بل إشعاعا ثقافيا وعلميا يضاهي به المدارس العالمية آنذاك.
لكن القدر لم يسمح له في رؤية مدرسته، إذ وافته المنية وأعمال البناء مازالت مستمرة فيها، فأكمل من بعده ابنه السلطان أبو عنان فارس بناء المدرسة وتم افتتاحها عام 1345م.
تصميم المدرسة
تُشابه هذه المدرسة في تصميمها المعماري المدارس التي بنيت في عهد الدولة المرينية، فهي تتكون من صحن أوسط مكشوف يتقدمه من الجهة الجنوبية إيوان القبلة.
أما غرف وحجرات الطلاب فتتوزع حول الجهات الثلاث الأخرى، بتصميم يشابه مدرسة ابن يوسف بمدينة مراكش.
- قصر الباهية في مراكش.. تحفة معمارية تروي لنا قصة عشق قديم
- ضريح محمد الخامس.. تحفة معمارية فريدة في قلب العاصمة الرباط
- مغارة هرقل في طنجة.. اكتشف وشاهد كُبرى المغارات في أفريقيا
- صومعة حسان أو منارة جامع حسان.. معلم تاريخي في قلب العاصمة المغربية الرباط
- مدرسة بن يوسف في مراكش.. تحفة فنية تعبر عن أصالة العمارة المغربية
تتميز المدرسة البوعنانية بأعمدتها وأبوابها المزخرفة بزخرفة غاية في الجمال، وهي عبارة عن زخارف زهرية وهندسية على الخشب والجبس والزليج، ونقوش كتابية بحروف عربية، إضافة إلى ضخامة مساحتها واتساع إيوان القبلة وتعدد الحجرات، وعظم صهريجها الذي يتوسط الصحن المكشوف.
ولايزال هذا الصرح المعماري والثقافي يحتفظ ببنائه وعظمته إلى يومنا هذا، ويعد رمزا تاريخيا لمدينة مكناس، ومقصدا للسياح والزوار ليُمتعوا أنظارهم بمشاهدة أحد أهم المعالم الأثرية الثقافية والسياحية للمملكة المغربية.