مدونات الرأي

المواطنة والإعلام

عرفت المواطنة على مر التاريخ تغييرات في المعنى وفي الاستخدام وذلك بسبب عدة عوامل. فالمواطنة عموما تعني الانتماء إلى مجتمع واحد يضمنه رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وتقوم المواطنة على عدة مبادئ في مقدمتها تساوي أمام القانون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين والعرق أواللهجة أوالنوع أو … إلى آخره من الاختلافات.

يعد الإعلام المنبر الجماهيري الأنسب لتداول وجهات النظر المتعددة وإسماع الأصوات المختلفة، مما يتيح الممارسة الفعلية للمواطنة مثل المشاركة والنقد والانتخاب وبظهور مجموعة من العوامل التي بدأت تساهم في تراجع مفهوم المواطنة في مظهره الضيق والمحلي مقابل ما يسمى بالمواطنة العالمية أو المواطن العالمي، ذلك أن ظهور العولمة التي أضحت بموجبها العالم قرية صغيرة تجمعها مصالح في جميع الميادين الحياة وتزايد عدد المتفاعلين من شركات وهيئات دولية ومحلية وأفراد، الشيء الذي أسهم بشكل كبير في تراجع مفهوم السيادة الوطنية بمفهومها التقليدي.

وبموجب هذا القرن المتميز بالتطور العالي لتكلنوجيا الاتصال وبروز المواطن الصحفي، كل هذا ساهم في بلورة ثقافات جميع الشعوب بغض النظر عن الحدود الجغرافية. وما ميز هذا الزمن عن غيره بروز الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي فتحت مجالا واسعا أمام ممارسة قضايا المواطنة عبر الأنترنات من قبل المواطن الصحفي المعروف والمجهول الذي استغل وسائل التكلنوجيا الحديثة التي ألغت جميع الحدود الجغرافية والسياسية في ظل التوترات الداخلية وتقلص ممارسات الحقوق في السياقات الواقعية.

كان لابد من استغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة للتعبير عن المواطنة الفعالة والصادقة وتكريس حب الوطن، من خلال الترويج لمظاهر الشعور بالهوية الوطنية والمسؤولية اتجاه تلك المواطنة، واحترام الأنظمة والقوانين المعمول بها في الوطن، وأيضا ترسيخ قيم خدمة الوطن باخلاص والحفاظ على مكتسباته والدفاع عن مقدراته.

وإن أخذنا واقع المواطنة في الجزائر كعينة من الدول العربية فنجد الدستور الجزائري يقر صراحة الطبيعة الجمهورية والديمقراطية للنظام السياسي ومبدأ المساواة بين المواطنين وبتمتع المواطن الجزائري بهامش من الحرة لا سيما حرية التعبير والمعتقد. فما مدى صحة المواطنة في الدول العربية بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة؟ وأين يكمن الفرق بين المواطنة الغربية والمواطنة العربية؟

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

حمزة بوترعة

مدون جزائري من مواليد 1986.06.24 بالجزائر تقني سامي اعلام الي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
fethiye escortmarsbahismarsbahismarsbahis
dex sniper botpancakeswap botİzmir Medyummarsbahis girişviagraweb sitesi yapımı