مدونات أدبية

أنا والكتابة.. أية علاقة!؟

وإذا أصابني صمت ولحروفي هذيان.. فاعلموا أنني في حالة كتابة.. بدأت بالبوح للسطور، للأوراق، بدأت بالتحليق والطيران، أناشد الحرية وأحاول فك القيود، بدأت بشن معركة لذيذة، ليست إلا مشاعر وأفكار بأعماقي بين حبري وورقي.. ليست إلا محاولة لفك قيود السطو على المنطق والحقيقة..

أكتب لي ولكم ولضمائرنا المثقلة بالكتمان والصمت، أكتب اعترافا بإنسانيتنا وضعفنا..

أكتب عن الظلم وغطرسة الأوغاد، أكتب لأتحدث عنكم ولأتحرر منكم ومني ومن الوقت المهدور حمقا، وبأنكم بكل اللغات لم تفهموا، لأرمي العتب على ظهر السطور..

أكتب لأنني سئمت الكلام الذي يتبخر، فالعقلاء يملون عقولهم ويشتهون جنون حروفهم واختراق أسوار المستحيل على نفس الصفحات البيضاء التي لم يطالها الليل..

أكتب لأنني أحب أن أكتب وأشتاق لعناق قلمي وبعثرة حروفي في تجليها وجنونها وخرقها لقوانين العقل والمعقول..

كلنا نكتب لنصارح أنفسنا بمشاعر ونبوح بحيثيات روحية لها علاقة بالنفس التي تحملها التاريخ وأخضعها للمساءلة حيث عجزت الروح عن تحملها، نكتب لنتحرر من مهمة البوح للإنسان، ليس عني فقط بل لمن لا قلم لهم ولا صوت لهم ولا جرأة ولا نفس ولا حتى خيمة لجوء.. أو صدر لجوء.

أكتب لأعلن العصيان والتمرد على جبروت واقع لا يستحي ولا يلين حيث يواصل التآمر بكل قبح، وأكتب لأرفض كل ممنوع وهو حقنا المشروع.

أكتب عن السلام.. سلام الأوطان وروح الحقيقة..

أكتب عن فاقد رغيف لم يظفر بخيمة ويعتقل وتهمته لاجئ..

أكتب عن مرتزقة الحب وحقوق الإنسان وصناع المواثيق المزعومة والنفاق المدعوم..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

حمزة الركاني

طالب جامعي مغربي، شعبة الفلسفة كيف السبيل! أكثر ما يعذبني في اللغة أنها لا تكفيني.. وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبني.. أعرف أني أعيش بمنفى.. وبيني وبيني ريح وغيم ورعد وبرق وثلج ونار.. وأعرف أن الوصول لعيني وهم.. وأعرف أن الوصول إلي انتحار ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلي وكفى.. فكيف السبيل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى