مدوناتمدونات أدبية

تضحية أم

صادق من لا صديق له فالحياة موجعة جدا وقاسية جدا فكل شيء حقا فان، وكل حب سيزول، كل شيء سوى حنان الأم التي تحملت الكثير والكثير لأجل ابنها، الذي عانى هو الآخر منذ ولادته من شتى أنواع المعاناة مرضه من جهة وإعاقته من جهة فهو يحتاج رعاية خاصة جدا، وظروف حياة تلائم واقعه وتلائم وضعه الصحي وأيضا رفض أبيه له بسبب وضعه من جهة أخرى..، عن أي دولة قانون نتحدث وعن أي إنسانية تتحدثون وأي علاقة حب تتوج بالنجاح والفرح والسعادة تلك مجرد أوهام عزيزتي وقصص وحكايا تحكى لك في الأفلام والروايات..

فمعاناة أم وصبرها الذي لم يستطع أحد تحمله ولو للحظة تكفلت رغم صغر سنها بطفل بريء تتنقل به من مدينة لمدينة ومن مستشفى إلى آخر والوحوش تطاردها ولكن، لم تكترث لأي شيء سوى لصحة ابنها وطلاقها من زوجها منذ سنين فلا القانون أنصفها ولا الرحمة أتت من جل من حولها، تظل دائما تحت سقف حنان أبيها وأشقائها كانت رجلا وأبا وأما في نفس الوقت وطالبة جامعية أيضا تسعى لضمان حياة سعيدة لقرة عينها، تسعى جاهدة لتأمن له حياة منع منها من طرف أبيه الذكر الذي تخلى عن ابنه، ونهج لنفسه طريقا آخر مع امرأة أخرى ناسيا زوجته الأولى وابنه الذي طالما احتاج لحنان أبيه ولعون أبيه ورأفة أبيه وعطف أبيه وأيضا أن يحميه من نظرة المجتمع المريضة..

حقا يا لغرابة الحياة فجأة تحولت الأم إلى حجر لم أدري يوما سببه وأراها عديمة الإحساس وقاسية القلب أو عديمته.. ولكن اليوم رأيت في عينيها رأفة وحب ورحمة، وعيناها تلمع حين تلعب مع ابنها وتناديه وتمسكه، لم أكن أدري حتى أن لها ابن رأيت المرأة التي تحدت كل شيء لأجل هدف أمامها، ورأيت سبب تخليها عن قلبها واتباعها لعقلها ورأيت المرأة التي عانت وعانت الكثير وما تحملته من عنف واضطهاد وعدم إنصاف العدالة والقدر لها..

لازالت صغيرة جدا على كل هذا الألم وكل هذا الواقع الذي تعيشه، مؤمنة جدا أن الحياة ستمنحها يوما أياما سعيدة مع ابنها وستؤمن له حياة يطمح أن يعيشها، وهي بالفعل أم كبقية الأمهات ستدفن حياتها لأجل حياة ابنها وستكسر قواعد المجتمع اللئيم.

كاتب التدوينة: أمل أكرو

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

MTAYouth

منصة شبابية مستقلة متوجهة للفرد والمجتمع المغاربي والعربي، فضاء حر لنشر مدوناتكم ومقالاتكم وآرائكم، وصياغة محتوى شبابي راقي، سجل بالموقع ودون معنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى