أُناشِدُكَ بشِعرِ المادِحينَ يا بلَدَ الشُّموخِ
يا مسقِطَ رأسِي
ويا مَنبِتَ عِزِّ النُّفوسِ
من عَروسِ الشَّمالِ انْطلقَتْ رِحلتِي
لِتطَّاوِنَ المُشرِقةِ الوضيئَةِ
على مشَارِفِ السَّواحِلِ سبَحتُ بنظرِي
مُتأَمَّلةً عَظَمةَ الخالِقِ
مِن زُرقةِ شَفشاوُنَ ارتوَتْ روحِي
وبجِبالِ الرِّيفِ انعقَدتْ معازِمي
نحوَ جِهةِ الشَّرقِ شَدَدْتُ رِحالي
وبِمدِينَةِ الأُلفِيَّةِ نظرتُ عبرَ الحُدودِ
نظرةً خاطِفةً لِلبَلدِ الشقيقِ
أخَذْتُ نفساً طويلاً بمدِينةِ الاِستِقرارِ
العَاصِمةِ الإِسماعيلِيَّةِ مكناس
شَوقِي طارَ للعاصِمةِ الرُّوحيَّةِ
فاسَ العرِيقةِ نَجمةَ العُلومِ
لَفحتْني رياحٌ باردَةٌ على سُفوحِ الجِبالِ
فبلَّلَني رذَاذُ شلاَّلاَتِ إفرانِ
بسلاَ العريقَةِ مدينَةَ السَّبعةِ أبوابِ
قذَفتْني المِياهُ على مصَبِّ أبي رقراقِ
فوَجَدتُ نفسي بالعاصِمةِ الرِّباطِ
مضيتُ قُدُماً باتِّجاهِ القُنيطِرةِ
وصولاً لِمدينةِ المعمورَةِ السَّاحِليَّةِ
غَدوتُ وسْطَ السُّهولِ المُخضرَّةِ ببَني ملاَّلِ
نحْوَ الخُنيفِرةِ عاصمةَ قبائلِ زيَّانِ
هاهيَ ذي عاصِمةَ اقتصادِ البلاَدِ
ومَن غيرَها مدينةَ الدَّار البيضاءِ
تُهْتُ وسطَ ازْدِحاماتِ السُّكَّانِ
فإِذا بي على مَقرُبةٍ من رَمزِ الحصانِ
بقَلبِ مدينَةِ السّْطاتِ
جَديدَةٌ أنتِ كاسمِكِ يا عاصِمةَ الدُّكالَةِ
وراقِيةٌ بِمعالِمكِ يا زَهرَةَ الجنوبِ
حدَائِقُ النَّخيل تُحيطُ بكِ من كُلِّ الجوانبِ
وبسَاحةِ الفْنَا تُنظَّمُ جميعُ أنْواعِ الحلْقاتِ
مرَرتُ بالصَّويرَةِ ثُمَّ آسَفي حاضِرَةَ المُحيطِ
فازدادَ حماسي للتَّعرُّفِ على المَزيدِ
رَمقْتُ عنْ بُعدٍ امتِدادَ الواحاتِ
وصوْبَ الرَّشيدِيَّةِ أسرَعتُ بالخَطواتِ
يتسابَقُ المُخرِجونَ لتَصويرِ اللَّقَطاتِ
وتَتوافَدُ الحُشُودُ إِليْها منْ كلِّ بلاَدِ
هوليوُود المغربِ وَرْزازاتِ
حُرِّرَت مِن يَدِ البُرتُغالِ
فآسَرَتْها ضَرَباتُ الزِّلزالِ
حَيَتْ معالِمهَا رغْمَ الدَّمارِ
إنَّها أَكادِير عاصِمةَ السُّوسِ
لُقِّبتْ بأَعرقِ المدُنِ المغربيَّةِ
بِدايةً مِن طَاطا وتَارودانْتِ
وُصولاً إلى تِزنيتَ وتافرَاوتِ
بكُلمِيم اجْتمعَتْ مُختلَف الأَعراق
ِوبِطانْطَان اشْتبكَتْ خيوطُ التُّراثِ
وطِأَتْ قدَمايَ قَلْب الصَّحراءِ
ورَوَيتُ ظَمئي مِنَ السَّاقيَةِ الحَمراءِ
فَتَبَادرَتْ إلى ذِهنِي المسيرةَ الخضراءِ
بِطرْفايَةَ تجَمعَّ المغَاربةُ بانتِظارِ
إِشارةِ الملِكِ لإِعلانِ مُواجَهَةَ الاِستِعمارِ
تسَلَّحُوا بالعَلَمِ والقُرآنِ
وشِعارُهُم السِّلْمَ والأَمانِ
أَشرَفَتْ رحْلتِي علَى الاِنتِهاءِ
وَوصَلْتُ لِلكْويرَة أَقْصى نُقْطَةٍ في البلاَدِ
لاَمسَتْ فُؤادِي أَحاسِيسُ الاِنتِصارِ
وكُلِّي فَخْرٌ وعِزَّةٌ بِشَجاعَةِ أجْدادِي
وَصَفتُ لكُمْ مدُنَ بلاَدي
بالاِعْتِمادِ على تَقسِيمِ الجِهاتِ
تُراثُ بلاَدِي
جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.