جامع الزيتونة في قلب المدينة العتيقة في العاصمة تونس، يتربع شامخا كمنارة من منارات الإسلام الجامع الأعظم.
منذ إنشاء الجامع أصبح قبلة العلماء والدارسين ومطمح أنظارهم فعرفت به ديار الإسلام أكبر وأقدم جامعة إسلامية تدرس العلوم المختلفة نسج على منواله الكثير فيما بعد.
تاريخ تشييد جامع الزيتونة
وضعت أولى أحجار أساس جامع الزيتونة عام 79 هجريا بأمر من حسان بن النعمان، وتم إتمام عمارته في 116 هجريا، على يد عبيد الله بن الحبحاب، الذي أخلص في بنائه وأنفق الكثير لتكون منارة تشع بالعلم والحضارة.
ويعتبر أكبر مسجد في تونس بعد جامع عقبة بن نافع في مدينة فاس.
هندسة وتصميم جامع الزيتونة
جامع الزيتونة غير منتظم الأضلاع، حيث أن طول ضلعه من جهة القبلة 64 مترا، ومن الغرب 65 مترا ومن الشرق فيبلغ 60 مترا، أما من الجهة الشمالية فيقارب 55 مترا.
وعقود المسجد تسير في اتجاهين في آن واحد عمودية على جدار القبلة.
ولجامع الزيتونة قبتان إحداهما أمام المحراب وثانية عند مدخل الرواق الأوسط لصحن المسجد.
تم بناء القبة الأولى سنة 50 للهجرة، وتتكأ على 32 عمودا تتخللهما طاقات مفتوحة ومتعاقبة في الخط الدائري للقبة، أما القبة الثانية التي تسمى قبة البهو فقد تم بناؤها عام 381هـ، هي قبة رائعة الزخرفة والجمال.
ولـ جامع الزيتونة مئذنة واحدة، تم بناؤها في الركن الشمالي الشرقي للمسجد، وهي من دورين يتميز الدور الأول بشكله المربع، وبمقرنصات ذات ألوان مختلفة،
أما دور الثاني فبالإضافة إلى أنه ذو شكل مربع. فهو يحتوي على 5 فتحات أو نوافذ في كل جهة.
أما منبر الجامع فهو مصنوع من الخشب، وأشرقت عليه ألوان الزخرفة الإسلامية، بألواحها الجصية وأشكالها الرائعة الهندسية، محراب المسجد غاية في الروعة والجمال، على شكل حذوة فرس، يستند إلى جانبه عمودان من الرخام تعكس جماليته الزخرفة الإسلامية الرائعة.
كما ونُقشت وحفرت الآيات الكريمة والأشكال الهندسية على بعض الأبواب، وشمل ذلك الأجزاء العليا فوق المداخل.
يعتبر هذا الصرح المعماري والثقافي. جامعة إسلامية تدرس أصول الدين والفقه الإسلامي وعلوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الطبيعية فضلا عن الآداب العربية.
تمثال المؤرخ ابن خلدون في تونس العاصمة
وتخرج من جامعة الزيتونة عدد من كبار الفقهاء التونسيين والعرب، منهم المؤرخ ابن خلدون، وابن عرفة إمام تونس، و محمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، و محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر.
لقد أدى جامع الزيتونة دورا طلائعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في المنطقة الإفريقية، وكان منارة رائدة من المنارات الإسلامية على مر العصور.
ولأن الجامع بيت عبادة وعلم وتعليم فقد أخذ مركزيته في البنية الاجتماعية الإسلامية، فكانت تلتف حولها الأسواق، سوق الشاشية وسوق العطارين.
كما تواجدت أسواق القماش والجلود والنحاس ويعملفيها الصغار والكبار، وسوق الذهب وسوق السجاد، تكتظ الأسواق وتختلط بالناس والمعروضات ورائحة التاريخ المجيد.
- جسر بنزرت – الجسر المتحرك في بنزرت.. شريان حياة مواطني ضفتي قناة تيجنة
- حديقة إشكل و بحيرة إشكل.. معلم سياحي مصنف ضمن التراث العالمي لليونيسكو
- متحف باردو في تونس.. أكبر المتاحف التونسية وأقدمها عربيا وأجملها على الإطلاق
- قصر النجمة الزهراء في تونس.. تحفة تاريخية تزين سماء مدينة سيدي بوسعيد
- مسجد ابن خيرون (مسجد الثلاثة أبواب).. تحفة تاريخية شاهدة على عراقة مدينة القيروان التونسية
تعليق واحد