حذاء موجع لحياة جديدة

قبل أشهر علمت أن بعض الجمل التي جاءت في منشوراتي يتبادلها الناس فيما بينهم، ما كان يضاهي سعادتي..

أية مسؤولية أن يغدوا لك أتباع يسيرون على مذهبك العاطفي والفكري؟! ولكم مؤلم أنك لم تنتشي طعم الحب أصلا!!

لكم هو مخيف يا عزيزتي أن نتنبه في منتصف عقودنا إلى أننا لم ننجز شيئا بعد!! لكم هو مرعب أن نصل إلى حقيقة أننا لا نسعى فعلا لأن ننجز أمرا ما في هذه الحياة!! بعد أن اعتدنا على تلبية حاجاتنا بعدما أفسدنا الزمن!!

لا تخش التعرض لـ”القيل والقال”، افعلي ما شئت لأن الأمر بات طبيعيا في مجتمعنا اللطيف! لا تخافي أن تشار إليك الأصابع  لأن ذلك لا يغير من حقيقتك شيئا، إخشي أكثر أن لا يتحدث عنك الناس. وأن تغادري هذه الحياة عادية كما جئت عادية!!

حياة عادية باتت لا تغرينا، فمند نعومة أظافرنا نبهونا من الحب ومن القيل والقال، من الجارات والأقارب، من بنات العمات وما أكثرهم!! حذرونا حتى من ظلنا!! من كل شيء!! فاعتقاد بعض النساء بأن إلغاء ذواتهن والتركيز على بحث مكثف من طرف أسرتها على رجل تحت ذريعة “ظل راجل ولا ظل حيط”، ظنا منهن أنه مهما كانت تلك الحياة التي يعيشونها جحيما، فإنها ستبقى أرحم عليهن من الوحدة ومن أعين الناس وألسنة الجارات.

لا تتعجبوا فرغم تطور ثقافاتنا وأفكارنا، لازالت هذه الأفكار معتقدات لبعض النساء!! فنجد من منهن يتطاولن للتباهي ببناتهن داخل مجمعات نسائية أو داخل الحمامات مثلا!! فلا عجبا أيضا أن باتت الأم تتجه نحو ما ينعتونها ب”الخطابة” أي بمعنى من سوف تجد لبنتها “عريس الغفلة “، وما إلى ذلك من بوادر عدة لإيجاد العريس الجاهز المرغوب فيه..

نعرف حق المعرفة مثلا أننا لسنا جميلات بالقدر الذي نوده، فليس لدينا عينان زرقاوان يتأملها الرجال ويرغبون في الغرق فيهما، وليس لدينا قد عارضة أزياء فنحن من النوع الممتلئ!! لا بل البدين!! ذلك النوع الذي يشغل المكان ونصف المكان..

أعرف كل هذا..

ومع ذلك أقول: أنظرن إلى أعينكن السوداوين ونهدكن الصغيرين وشعركن رغم تجعده وبدانتكن وستجدن أنفسكن أجمل..

هذا الجمال الذي سيجعلكن سعيدات بعمق وقويات على نحو مرعب، جمال الروح، جمال العقل ورحابة الفكر، هذا هو الجمال الذي أتحدت عنه الذي سيخرجكن من كنف عائلتكن لتصبحن ناجحات في مهنكن أولا وفي بيوتكن بعدها..

عزيزتي لا خجل في أن نبدأ من جديد، لا خجل في أن نكسر حاجز الصمت ونترك القيل والقال، غوصي في عالمك، أبدعي واجهي اصمدي اسهري تعلمي، المهم أن تحيي بقوة، المهم أن لا تتركي هذا العالم بدون أن يعرف عنك أحد..

أنظري من حولك، كثيرون هم الرجال الذين يبحثون عن كائن أنثوي ينسكبون فيه حبا وولعا، الحب يا عزيزتي بالنسبة إلى الرجل طبق ثانوي وبالنسبة لنا النساء مأدبة كاملة!  فلو تدرك المرأة أنها لم تخلق يوما بحاجة لرجل، ما تخلت عن ذاتها من أجل أي “سترة”، فلا أؤمن أن من واجب المرأة التخلي عن ذاتها وأفكارها وأحلامها فقط من أجل تأمين هذا الرجل الجاهز! الذي بدوره بات يبحث عن “بنت أصل” ظنا منه أنه لاتزال بعض من الإناث في عصرنا هذا مستلقية في منزلها، تجرب خلطات ومسكات على وجهها لتنتظر هذا الرجل الذي سينتشلها من وحل أميتها إلى وحل أبغض بكثير من واقعها!!

قاومي شهوة الاستسلام لنداء البحث عن زوج، ابحثي عن ذاتك واسعي في أهدافك ويوما ما ستجدين تلك الروح التي ستحبك كما أنت دون الحاجة لتقديم أي تنازلات.. دون أي شيء اصمدي كي تبقي كبيرة في عين نفسك  وان تخلى عنك الكثير  وأرادوا دهس كرامتك فليكن.. فليبقى لك كبرياء النسيان غادري حياة من أحببت كنسمة  ولا تدمري مكانا أقمت فيه..

كوني أميرة.. دللي من تعرفين بحسن علمك ونضج أفكارك.. وارفعي سقف العطاء..

أشرقي..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version