يستيقظ الإنسان بشكل مفاجئ لا يعلم من أين جاء الموقظ أو لماذا جاء؟!
هل جاء لينقذه من شتات أفكاره أم ليحذره من الوقوع في خطأ محتم وظاهر بكل وضوح أمام الجميع، لكن الشخص الغافل وحده من لا يراه.
هل نحن من نقع في هذه الغفلة بأيدينا أم نصل إلى تلك الأخطاء بأرجلنا؟!!
كل هذه التساؤلات لا نجد لها إجابة بداخلنا نبحث كثيرا عن إجابات واضحة ولكن دون جدوى..
ففي بعض الأحيان نجد أن السبب الرئيسي هي الحياة؛ نعم يا عزيزي.. إنها الحياة نحزن كثيرا بسبب الحياة ونسعد ونختنق ونندهش ونقع في عثرات ومصائب وكربات كثيرة ولا نجد ما نقوله سوى إنها الحياة..
فما هي إلا رحلة؛ حقا رحلة بكل ما تحمله الكلمة من معان فنجد أنفسنا نستعد لكل موقف فيها نسير في طرق أحيانا لا نعرف نهايتها ولا مدى خطورتها، لكن كل ما نعلمه في ذلك الحين ونريده هو الوصول فقط الوصول إلى الهدف الذي لطالما ظل يداعب خيالنا ويراودنا كثيرا، حتى جاء موعد الارتحال للسير في طريق تحقيق الهدف لنجد في هذا الطريق العديد من المعوقات التي نستطيع تجاوز بعضها ولا نستطيع تجاوز البعض الآخر منها، فنصبح في مفترق الطريق..
لا نعلم هل نكمل ما بدأناه أم نكتفي بهذا القدر ونترك أنفسنا للخيبة والحسرة والندم لتأكل وتدمر كل ما بداخلنا من طموح وآمال وأحلام حتى تدمرها وتصبح نفوسنا هشة من الداخل لا تقوى على أي شيء سوى أن تكمل ما بدأته الحسرة والخيبة بداخلنا..
فنظل ندمر ونحطم في أنفسنا بشكل لاإرادي، ونحن كالدابة معصوبة العينين لا تجد سوى أن تكمل لفاتها حول الساقية لإرضاء صاحبها وإتمام عملها اليومي حتى ترتاح.
ولكن يا عزيزي نحن خلقنا بعقل ميزنا عن جميع المخلوقات، فدائما تكون أمامنا الفرصة للنهوض وإزالة الغمامة عن أعيننا، مازال أمامنا الفرصة للقضاء على مشاعر الحزن والحسرة وقطع جذور الخيبة والندم والمضي في الطريق، نعم أن نمضي في الطريق الذي اختاره الله لنا وقدره من قبل أن نأتي لهذه الحياة، وكان يعلم مدى قدرتنا على التحمل فلن يحملنا ما لا طاقة لنا به أبدا.
فدائما في كل عثرة وشدة تمر بك في طريقك، تذكر أنه عليك النهوض سريعا بكل ما في وسعك من طاقات لاستكمال ما بدأته من مشوارك في رحلتك في الحياة..
فكل ما يكتبه الله لك في كل يوم هو خير لك ولو رأيته أنت شر.