كُلما اختليتُ بذاكرتي تسألني أو تحاسبني ربما، لِما لم تُسرعي بالبوح بما تخفيه بصدرك مِررًا؟
ألم يخذلك الوقت كُلما آمنتِ له؟ ألم يسبقك دائمًا بخطوة الرحيل، الفقد أو الموت رُبما؟
لن ندعوه عقابًا لن نكون أصحاب قلوب خاوية من قضاء اللّٰه، وكأننا لا نعلم أن الرحيل والفقد والموت كلهم أقدار حتمية لولا عنفوان الزمان وإعطاء الأمان الكامل بأن هؤلاء ليسوا كغيرهم لن يرحلوا الآن..
أكُنا جهلة حقًا أم أحببنا أن نظن أنفسنا أبطالاً على كل تلك الأوجاع ومُحاربة الذكريات وما تحمله؟!
لِما تحاملنا على أنفسنا وأمرنها بادعاء القوة بل كامل القوة حين خارت كل قواها ولم تطلب سوى الصمت؟
لِما لم نبوح ذاك اليوم بأنكم الأجمل اليوم وكم أحببنا رفقتكُم؟
أو لماذا لم نهدِ بعضنا البعض زهورا ونتحدث حديثًا -ربما لا يُعنى للعالم بأكمله- عن تلك الزهور البيضاء التي أحببتها يوم كُنا نسير عائدين للبيت ورأينا تلك الفتاة ذي العيون البُنية وأحببنا ابتسامتها البريئة..
تلك الدقائق حين كُنا نظن بأن نهاية العالم قد حلت ولا يوجد مخرج من كل ذلك ثُم أتى لُطف اللّٰه وحدثت المُعجزة وانفرج الكرب..
- اليهودية رايموند بيشار.. الجزائرية الأوروبية التي سقطت شهيدة من أجل أن تحيا الجزائر
- أم وطفل قعيد.. وجملتان فقط
- الجزائر… دستور وجرعة إصلاح
- عقيدة الفهم عند الفرد الجزائري
- الدولة والكنيسة والعلم في فكر هيغل
حين سألتيني مرةً هل سنظل سويًا إلى الأبد؟
تضاحكت وأخبرتك بأن الأبدية أكذوبة فعبستِ فأخبرتك إذًا أفرجي عن العالم وابتسمي لا تقلقي سنظل معًا لن يخذلنا اللّٰه ويفرق بيننا ثُم حين يأتي موعد الرحيل إلى الأبدية حقًا ونلتقي هُناك..
لا تقلقي الموت ليس شيئًا سيئًا، أخبرتني أن “العالم لن يعبأ برحيلنا، برحيلكِ أو برحيلي لكني سأعبأ وسأبكي كثيرًا وسأدعو اللّٰه كثيرًا لأجلكِ، لا لا، تكوني قاسية القلب وتتطلبي مني ألا أبكي”، أخبرتها بأن دموعها ستسيل وسيحزنني بأنني لن أكون هنا لأجلهم..
ابكي لكن ليسَ كثيرًا يا فتاة! فالعالم لن يجفف دموعك حين رحيلي..