رزقت الحلال!

كانت تجلس على حافة السرير عندما سمعته يناديها قائلا: لا تتأخري عن حجز تذكرة للجنة فإن المقاعد محدودة، ابتسمت رغما عنها، فردت عليه انتظرني كي نذهب سويا، هكذا قالت رشبي لزوجها أو رفيقها للجنة كما كانت تنادي عليه..

قبل الزواج؛ كان كل واحد منهما يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ، فكان هو لا يبالي بأمور دينه وحتى دنياه، لم يجعل لنفسه هدفا يقصده، كان متأثرة بفلسفة العبث، حتى جاء يوم وتعرف على زوجته “رشبي”، حتى وإن كانت في البداية لا تفقه كثيرا من أمور دينها، إلا أنها كانت ذا قلب طيب، وهذا ما جعلها في أيامها الأخيرة قبل معرفتها به تبحث وتقرأ عن الدين وأحكامه، كان حلما أن تلتقي بزوج صالح يسعدها في دنياها ويكون سببا لدخولها الجنة..

التقت به كان في البداية ليس من ذاك النوع الذي تفضل، إذ اجتمعت فيه عاهات الدنيا كلها؛ نحيف الجسم، فارغ الجيب، والأسوأ من ذلك أنه حتى وإن كان أعلم بأمور دينه منها إلا أنه كان قليل العمل..

حتى قررت آخر المطاف أنه لابد أن تصنع منه رجلا فذا يصلح لدينه ودنياه، لكنه كان حالة ميؤوس منها، وبعد الدعاء له في الخفاء وبعض النصائح الموجهة إليه حتى وإن كانت غير مباشرة إلا أنها كانت تحفزه وتعينه على إنقاذ نفسه من هذا الوحل العفن..

مرة الأيام وبدأت تتحسن حاله، وبدأ يقترب من ربه رويدا رويدا وبدأ ينظر إلى الدين بنظرة أخرى غير تلك التي كان ينظرها من قبل، ولما تحسنت حاله تقدم إليها وتزوجها، ليعيشوا في سعادة وطمأنينة، تجمع بينهما المودة والرحمة، فكانت سببا لتحريره من قيود العبث واللهو..

فبينما كان يعيش في ماض لا هدف له، أصبح الآن يعيش من أجل هدف، يعيش من أجل أن يمسك بيدها للعبور من فوق الصراط للجنة كي يعيشا الحياة الأبدية، حتى وإن كانت هي من مسكت بيده في البداية، هي التي جعلت منه بذرة صالحة للزرع والإنبات.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version