رفقاً بأماني مُعلقة

كُل منا يمر بأوقات عصيبة واختبارات لا حصر لها..

أحيانا المشكلة لا تكون في تلك المرحلة ولا تلك الاختبارات، بل فى تعامل من حولك حيال تلك المرحلة..

قد تكون أنت صابر وراضي بكل ظروفك وأحوالك وما قسمه الله لك وتلك نعمة تستحق أن تشكر الله وتحمده عليها.. لكن غالباً ما تنقسم ردود أفعال من حولك إلى ثلاث أنواع:

– نوع غير مصدق لصبرك ورضاك ويعتقد أنك تدعي ذلك، وغالباً ما يتعامل معك بنوع من العطف والشفقه.. يا حرام!!

– ونوع ثاني يحاول أن يزعزع ذلك الأمان والسلام النفسي الذى كرمك الله به وتجده دائما ما يتسأل عن أحوالك كي يذكرك بحالك، على أساس أنك ناسي فقال يعكنن عليك..

– ونوع ثالث يضغط عليك نفسياً وتجده يحاسبك بصورة أو بأخرى على قوة صبرك وطمأنينتك، وكأنك قد ارتكبت جُرم ما في حقه، فتجده جالساً واضعا قدم على أخرى “وأيده في ميه باردة زي ما بنقول”.. ويُنظر عليك؛ أنت هتفضل كده لامتى؟! أنت هااا مش ناوى تعمل حاجه؟! أنت مش زعلان ليه وازاى؟!.. وغيرها..

أعلم جيدا أن الناس عموما يجدون صعوبة في استيعاب الأشياء التي لم يسبق ومروا بها، لكن أقل ما يمكنك أن تقدمه لنفسك أولاً ثم لذلك الشخص المُبتلى أن تدعه وشأنه.

“من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

كيف لك أن تعرف؛ إن كان قد بذل ما بوسعه من جهد لتغيير حاله أم لا؟ كيف لك أن ترى كل ما يمر به من اضطرابات وقلق وصراعات داخلية أنت لا تعلم عنها شيء!..

لست أنت فقط من تهتم لأمره هو أيضا يهتم فـ هذا شأنه وأول همه..

كيف لك أن تجعل من نفسك حكما على أحد وتأخذ في نقض هذا وذاك، وكأنك تملك من أمرك شيء، صحيح أننا لسنا مسلوبون الحرية والإرادة، وصحيح أننا نستطيع أن نفعل ما نريد متى ما أردنا لكن هناك أيضا مشيئته سبحانه فوق كل شيء..

إن مَنّ الله عليك بشيء ولم يمنحه غيرك فلا تظن أنك أفضل منه أو أنك قد حصلت عليه بسعيك فقط، “فإن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن”..

هناك من يقول للشيء كن فيكون؛ هناك من “يدبر الأمر”.. سبحانه العالم والمطلع على شؤون وأحوال عباده، هناك من يختبر ويبتلى عباده كي يرى من يصبر ومن يجزع من يجبُر ومن يكسر، من يحنو ومن يقسو.. أنت أيضاً جزء من الاختبار وستنال منه ما سقيت.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version