– كَيفَ أَصبحتْ بِمفردك هكَذا؟
– لاَ لمْ أَكُن بِمفردي يومًا.. كان لدي رفيقة ومزهرية وقطة “لا أذكُر اسمها أو لا أعلمه”، هل تعلم أني أهابُ القطط؟.. لكن رفيقتي كانتْ تعتني بها تُطعمهَا وَتُسقيها، أما الزهور التي بالمزهرية المُزركشة بألوان هادئة كانت أيضًا مُعتادة على الاهتمام بها، لم أرَ يومًا بها زهور ذابلة..
ستتعجب كيف تفعل ذلك دون أن تنسى يومًا، لكن أنا كالمُعتاد لدي ذاكرة ضعيفة، الآن أصبحت المزهرية بها زهور ذابلة يكفيها ريح خفيفة تهب لتفرغها وتُعلن عن انتهاء دورها في حملهم، لن تترك سوى المزهرية وبعض رفات الزهور..
أَما القطة لم تعد هُنا ذهبت لاَ أعلم متى أو كيف؟ لم تعتادني ولا أنا.. كيف لنا أن نعتاد أشياء لم تكُن لنا يومًا؟..
- اليهودية رايموند بيشار.. الجزائرية الأوروبية التي سقطت شهيدة من أجل أن تحيا الجزائر
- أم وطفل قعيد.. وجملتان فقط
- الجزائر… دستور وجرعة إصلاح
- عقيدة الفهم عند الفرد الجزائري
- الدولة والكنيسة والعلم في فكر هيغل
بكل بساطة، لم تحبني ولم تعد رفيقتي هُنا، رحلت فرحل معها كُل شيء، أو تعلم لست بمفردي، في الصباح أستيقظ أحيانًا وأتذكر تلك الزهور كيف أنها لم تتركها يومًا ذابلة لأنها تعلم أني لا أُحب أن تنتهي الأشياء الجميلة من حياتي، وكم يؤلمني ذلك..
حتى القطة بالرغم من كل شيء، كُنت مُعتادة على صوت مزاحهم سويًا، وكيف كانت تضحك رفيقتي معها..
أنا لست بمفردي كما تظن، أنا مُحملة بـ الذكريات والحُب الكثير، أنا فقط من حين لآخر يغلُبني الحنين، اعذرني لم اعتد نهايات الأشياء رغم أني أتحدث كثيرًا عن النهاية الكبرى “الموت”..
يبدو أن الموت حتمي، والحُب أيضًا، لكن الموت أقوى والفقد مُوجِع، اعذرني مرةً أُخرى أنا أتحدث كثيرًا أليس كذلك؟..
أردتُ أن أخبرك فحسب أنني لست بمفردي رغم كُل شيء..