الناس ثلاثة أنواع الصالح والطالح والمتلون الذي بينهم المختبئ في نصف صالح طالح، نحن كبشر نظهر الجميل فينا ونطمس الخبيث الكامن في داخلنا حتى نكمل الصورة الناقصة حيت الكمال غير منسوب لنا كآدميين، الكمال لله سبحانه.
الحياة أكبر معلم تعرفك أناساً بمثابة الدرس، وفي كل مرحلة نتعلم ونأخذ العبرة التي تجعلنا حذرين مع غيرهم لأنها فلسفة الحياة.
صراحة يكفينا ما يظهره لنا الناس لأن اكتشاف العمق فيهم يخيف، نعم نستحق كل ما يحدث لنا حتى تهدينا الحياة دروسا بالدمعة والصفعة لأننا مجبورون على تعلم الدرس حتى وإن رفضناه، إلى متى سنبقى أغبياء طيبة متسامحين لمن جرحنا من كسر فينا معنى الصدق والأمان، نجتمع في نفس الألم في الخنقة في القهر لأن ضريبة أنك إنسان طيب جميل الروح صادق المشاعر يجب أن تدفعها ولو بعد حين.
فذوي الحظ الأوفر من لم تغيرهم الدروس، لازالوا على عهد الطيبة والتسامح مازالوا أنقياء طاهرين لم يطلهم السواد لا حقد لا كره حتى وإن ذاقوا من المر والغدر والخيانة، مسحوا دمعهم واستمروا في الحياة وعادوا لجميل روحهم.
وذوي الحظ العقيم من غيرتهم الدروس أصبحوا أكثر قسوة أكثر برود وغير مبالين، صار السوء بداخلهم والظلام يعتريهم.
على مر مراحل العمر سواء في علاقة صداقة وقتية أو في حب جاحد أو أخوة مصطنعة في خطوبة عابرة في زواج عقيم تبذل كل مشاعر الطيبة، تكون ذو عطاء، تسامح، تحارب للحفاظ على العهد معهم لدوام الود، تصارع وتلتمس آلاف الأعذار، تتعايش بقوة الخير فيك، تكون على صفاء سجيتك ونقاء روحك، تضع كرامتك في آخر اعتبار؛ ليس ضعفا بل حبا، نعم قتلوا جمال قلبك حطموك كسروا براءتك، أنت لست غبيا ساذجا لكن طيب أخلاقك ونبل أفعالك من جعلك تمضي معهم، فتصدم بخبث وقساوة فعلهم وتخر قواك فتصبح في إرهاق نفسي رهيب فتبكي نارا وتتحسر قهرا.
وتمضي الأيام وتجد نفسك تغيرت، لقد شوه داخلك لم تعد بذاك الصفاء والنقاء المعهود، استفقت فأصبحت تحب نفسك أولا قبل كل شيء صرت قاسيا لم يعد للطيبة عنوان، نعم تغيرنا الحياة رغما عنا في كل مرحلة نكتشف أننا استنفدنا طاقة الخير فينا مع كل سيئين مروا بحياتنا يرحل جزء جميل فيك، لتصبح ما عليه الآن، تبحث عنك داخلك فلا تجدك، تسنتجد بقوة الخير خاصتك فتجدها قد نفدت، ترى نفسك التي عهدتها تهرب منك، أسئلة بدون جواب لهذا الجفاء الطاغي عليك فتقف حائرا من هول ما وصلت إليه.. أين الطيبة التي لطالما عشت بها؟ فتشتاقك، لنفسك القديمة، تنهمر دمعة جارفة، نعم تغيرت وأحب تغيري هذا حتى وإن لم أرده يوما، لم أرد أن أصبح قاسية غير مبالية، أرى الشر في عيني لم أعد تلك الفتاة الطيبة لم أعد أهتم بالكلام فالعلاقات تبنى بالفعل المبرهن لمدى محبتك لأن الكلام يتقنه الجميع.
أصبحت أخافني أحسبها لصالحي ولا يهمني الغير قسوة تؤلمني، حتى الصادقين معي صرت أحذرهم وأخافهم، تشوه الأمان الداخلي وتجرفني الأيام وتنزل دمعة معلنة وقت العودة لسابق عهدي الذي أشتاقه، الدروس في حياتي وجب أن تقويني لا أن أجلد ذاتي على غلطاتي لا سامحكم الله يا من شوهتم فينا جمال الروح والصدق والأمان، كنت حالمة مغيبة عن حقيقة البشر، فأيقضتني دروس الحياة والخبيث من البشر، تعلمت أن الدنيا جميلة بجمال القلب بالطيبة الساكنة بداخلك لأن الطبع يغلب التطبع، وأن تعيش بالسواد داخلك لأمر حقير لا يستحمل وأكبر عقاب لك سواد قلبك.