بالصور: طبرقة التونسية.. مدينة المرجان والجاز وقبلة الجزائريين

تونس (MTAPOST) – وأنت تتجه إلى مدينة طبرقة، في الشمال الغربي التونسي على الحدود التونسية الجزائرية (190 كيلومتراً عن العاصمة التونسية)، تبهرك الطبيعة الجبلية كلما اقتربت من هذه المدينة. طريقها وعرٌ يخترق جبالاً تكسوها الأشجار شمالاً ويميناً في لوحة فنية غاية في الروعة يطغى عليها اللون الأخضر الذي يغمرك من كل جانب. عندما تشرف على المدينة، تراها من بعيد وقد انتشرت مبانيها في الجبال المحيطة بالبحر في هندسة معمارية يطغى عليها اللون القرمزي، وخصوصاً أسطح منازل المدينة. لكن طبرقة، إضافة للبحر والجبال، هي أيضاً عاصمة الجاز والمرجان وقبلة السياح الجزائريين. 

في مدخل المدينة، تعترضك سفينة موضوعة في مفترق الطريق الرئيسي، وقد وضعت عليها لافتة كبيرة كتب عليها “مرحباً بالأشقاء الجزائريين”. ترحيب له ما يبرره، فالمدينة قبلة للسياح الجزائريين، بحكم وجود عديد من المدن الجزائرية القريبة منها، مثل مدينة القالة، التي لا تبعد عن طبرقة إلا 34 كيلومتراً، ومدينة عنابة التي لا تبعد عنها إلا 114 كيلومتراً. الجزائريون لهم حضور لافت في هذه المدينة السياحية، إذ تعج شوارعها بالسيارات الجزائرية والنزل، حتى أن جلّ المطاعم عندما تمر من أمامها لا تسمع إلا موسيقى الراب الجزائرية. حضور الجزائريين في طبرقة، يشكّل واحداً من أهم روافدها الاقتصادية، فحضورهم يعتبر شريان حياة لهذه المدينة السياحية وللسياحة التونسية عموماً، خاصة إذا علمنا أن ما يناهز 3 ملايين سائح جزائري يزرون تونس سنوياً.

طبرقة أيضاً، تعتبر عاصمة الجاز في تونس، فمهرجانها الدولي للجاز كانت انطلاقته الأولى سنة 1973، وستنطلق دورته لهذه السنة يوم 22 يوليو/ تموز الجاري، وسيمتد لمدة أسبوع، وسيكون حفل الافتتاح لمطربة البلوز الأميركية باث هارت.

حب المدينة لفن الجاز وللموسيقى عموماً، تلحظه في شوارعها التى زينت بالآلات الموسيقية من الحجم الكبير، وتعطي للمدينة طابعاً مميزاً، فتجد في مفترق الطرقات آلة الساكسفون، وفي أخرى آلة الكونتر باس، ما يوحي لزائرها بأن الموسيقى والبحر والجبال تتآلف في مشهد بديع في هذه المنطقة من الشمال الغربي التونسي.

المرجان علامة مميزة 

مدينة طبرقة تحاصرها الجبال والبحر من كل ناحية، وتُعرَف بشواطئها الصخرية التي تطيب فيها السباحة لمُحبّي المغامرة. كما تشتهر بالغوص في جزيرة جالطة القريبة منها. والغوص هنا الهدف منه لا المتعة فقط، بل البحث عن المرجان الموجود فقط في سواحل طبرقة. والمرجان هو من المواد الحيوانية التى توجد في أعماق البحر، ويُعتبَر من الأحجار الكريمة الباهظة الثمن، وتصنع منه الحلي، لتميُّز لونه القرمزي. المرجان يتمُّ الحصول عليه بالغوص في أعماق البحر. لكن المدينة تعاني من عمليات التهريب لهذا المنتوج المحلي الذي يدرُّ على أصحابه أموالاً كثيرة.

شواطئ مدينة طبرقة

شواطئ مدينة طبرقة التي يرتادها الكثير من المصطافين من التونسيين والجزائريين، تحفلُ أيضاً بالباعة المتجولين، وخاصة من يبيعون البامبلوني، وهي حلويات تونسية يتناولها عادة الأطفال والكبار من المصطافين، إذ إنّها تأتي على شكل وجبة خفيفة رخيصة الثمن. “العربي الجديد” التقت خالد، وهو طفل تونسي يحمل آنية على رأسه مملوءة بالبامبلوني، ويحاول إقناع المصطافين بشراء بضاعته. خالد قال إنه تلميذ يعمل في الصيف من أجل مساعدة عائلته، ويتقاضى يومياً من مشغله خمسة عشر ديناراً تونسياً (حوالي 6.5 دولارات أميركية)، يبدأ يوم عمله من الساعة الثامنة صباحاً، إلى حدود السابعة مساء، وهو يجوب الشاطئ جيئة وذهاباً بحثاً عن زبائن لبضاعته. مدينة طبرقة، هي مدينة المعاناة أيضاً لأمثال خالد، إضافة إلى أنها مدينة الجاز والمرجان والطبيعة الخلابة.

Exit mobile version