الجزائر (MTAPOST) – يُعد عرس الطوارق صورة من صور الموروث الثقافي في حياة الطوارق، ورغم تبدل الحال إلى حياة المدن والطرق المعبدة، إلا أن الطوارق لازالوا حريصين على ممارسة طقوسهم ومناسبتهم الاجتماعية بالنمط التقليدي حتى هذا الوقت حفاظا على أصالة هويتهم الثقافية.
يتواصل العرس لدى الطوارق لسبعة أيام، وتعد ليلة الحناء أبرز لياليه بالنسبة للعريس حيث تتم فيه تحنية قدميه بحضور أصدقائه الذين يرفعونه على أكتافهم ويتناولون العشاء سويا.
أما بالنسبة للعروس فيعد يوم التمشيط أحد أهم المناسبات من الأسبوع وفيه يتم إعداد العروس وتهيئتها للزفاف بحضور أهل العروس وأصدقائها.
ليلة زفاف في العادة هي ليلة الجمعة وفيها تزف العروس وسط أهازيج وزغاريد رفيقاتها وبعض من قريباتها إلى بيت الزوجية، في بيت العرس تُقام الأفراح ويجلس الضيوف حول العروس، والتي تكون محاطة عادة ببعض من يقوم على خدمتها، ولا يتم الكشف على وجهها إلا من قبل العريس.
العرس في الطوارق
يطلق على العريس ليلة زفافه لقب السلطان، مرتديا عمامته التي تخفي جل ملامح وجهه، وللطوارق طقوسهم الخاصة في الاستعداد ليلة الزفاف، كأن لا يجوز للعريس الحديث في هذه الليلة، ولكن وزيره ينوب عنه في المهمة، ويكون الوزير عادة أحد أصدقاء العريس أو أحد أقاربه ويشترط أن يكون متزوجا، ويعمل الوزير على توفير الراحة وما يحتاجه السلطان، ويُزف السلطان إلى بيته وسط تراتيل الأذكار والمدائح.
ولدى دخول العريس البيت يقف قبالة الحاضرين الذين تتوسطهم العروس، على أن يبقى اثنان من مرافقيه إلى جانبه وهما وزيرا السلطان.
يتقدم السلطان بعد ذلك إلى العروس للكشف عن وجهها، لكن ذلك لا يتم في العادة إلا بعد مماطلة من قبل القائمة عليها لتقدير الثمن مع بعض الهدايا.
وعادة يجلس العريس ورفقاه داخل غرفة الضيافة لتلاوة ما تيسر لهم من القرآن الكريم.
يُعلن ختام عرس الطوارق الذي يمتاز بتقاليد مختلفة عن باقي مناطق الجزائر برقصة الجاقمي الفلكلورية، وهي رقصة كانت تستخدم في تشجيع الرجال أثناء خوضهم للحروب، لكنها الآن باتت جزء من الفرح.