كانت تحبه من أعماق قلبها ومن أبرز تضحياتها أنها ضحت بعشرة سنين من عمرها تنتظره حتى يفرج عنه، لقد سجن بالخطأ، لكن من يصدق المظلومين، كانا قد تواعدا بـ الزواج، لقد كان من المقرر أن يتقدم لخطبتها ذاك الأسبوع الذي ثم القبض عليه، تجلس وحيدة تفكر في مصيرها وكيف عليها أن تفعل إن بدلته ستكون في عالم الحب خائنة وإن انتظرته فستكون في عالم العرف والتقاليد عانسة، ما المصير إذا لماذا يحرم العشاق من رشفة الحب بدون معاناة، تكثر الأسباب التي تعذبهما ويبقى مصير الشؤم واحد..
كان يعمل سائق أجرة، لكن فوجئ يوما بدوريات الشرطة تلاحقه وطلبت منه التوقف وبدؤوا بتفتيش السيارة، هناك كانت كمية من المخدرات دفنت داخل السيارة بإحكام، لما رأى ذلك صعق في مكانه، جف حلقه لم يجد ما يقدم أو يؤخر، حمل بعدها إلى أقرب مخفر مكبلا كأمثال المجرمين من الدرجة الأولى، بعدها قدم إلى المحكمة حكم عليه بعشرة سنين..
لما سمعت بالخبر حينها تبادر إلى ذهنها قول ذلك الذي كان يعترض سبيلها مغازلا ومتباهيا بسيارته، استعمل معها جميع الوسائل اللوجستية واللالوجستية كي تتزوجه لكن كانت دائما تبادره بالرفض والنكران، ستدفعين الثمن، وستأتين إلي تتوسليني رغم أنفك عندما لا تجدين غيري، حينها علمت بأن ما وقع لحبيبها هو من صنع ذاك المعتوه ومن كيده ومكره، لكنها لم تلبي متمنياته، حتى وإن كثر القيل فيها، لم تبالي بذلك، كثر الوافدون إليها فما كان منها إلا الرفض؛ وتجنبا لإصرار أسرتها قررت أن تعمل في إحدى المكتبات..
في البداية كان تجني مبلغا لا بأس به لكن مع مرور الأيام ازداد دخلها وافتتحت مكتبة لها وقبل انتهاء مدة حكم حبيبها كانت قد استأجرت بيتا، وبعد الإفراج عنه وجدها تنتظره والأكثر من ذلك أنها وفرت له ما كنت تشترط عليه قبل أن يتقدم لخطبتها قبل أكثر من إحدى عشر سنة، بيت، وظيفة، لا بأس بها وبعد خروجه من السجن بأسبوع تمت الخطبة وبعدها بشهر كان حفل زفافهما زيادة على ما قدمته له أنها تكلفت بمصاريف الزفاف.