عن حب الأب نتحدث

قالو إن في حب الأب أشياء لا توصف إنما تعاش، وأكدوا على أن كلما أحب الأب ابنته استغنت هي عن حب الآخرين!.. معادلة عجيبة أليس كذلك؟

ولكنه بالفعل الحب الأول لا شيء يعوضه ولكنه يعوض كل شيء، فبالنسبة لها هو أول كل شيء، أول رجل، أول قدوة، أول يد تمتد لتداعبها بلا أي نية سوء أو مصلحة..

الكل أمدح في حب الأم، التي بلا شك أحب واحدة على قلوب الأطفال، ولكن حبها ليس بعجيب هي خلقت من محبة، ولكن الأعجب أن يحبك رجلٌ، صادق الوعد، سند العمر، بلا أي شيء سوا لأنك فلذت كبده، لا تسعه الدنيا إن أذاك رجل من بني جنسه لأنه يعلم ما معنى ذلك..

أه وحسرتاه على من كانت يتيمة الأب، فقد فقدت أصدق من يمكن أن يحبها في نصف الدنيا الآخر، ولكن ما عساها تفعل؟ قضاء الله وقدره من الممكن أن لو كان حيا يرزق لما كان أحبها وبهذا الكارثة تكون أعظم، فمن انتظرنا إخلاصه، خان بلا رفة جفن!

وهذا عادي جدا؛ هناك نماذج كثيرة في الحياة من أمثاله، لا يهم أن تبقي على ذكرى منه أعز لك من أن تصاب بجرح لا يلتئم مهما مر عليه الزمن.

حب الأب شيء عظيم ولا يعاش ولا يعادل أي شيء عشناه، لذا أيها الرجال عامة ويا أيها الآباء المحترمين خاصة، أحبوا أطفالكم وبناتكم بالخصوص، لا تجعلوهم يعيشون الخيال مع الآخر، لا تجعلوا فجوة في قلوبهم فيدخل بها لصوص الحب، فيجعل كل ما في القلب حطاما! أحبوا بناتكم وعلموهم حب الرجال كيف يكون عبر طرق الباب المنزل لا من نافذة جهنم.

أما أنت يا بنت حواء: ماذا يجدر بي تسميتك؟ يا أختي، يا طفلتي، يا بنيتي؟ إذ كنت ممن تيتمن فلم يعرفن معنى حب الأب، أعانك الله على ما أصابك وhعلمي أن هناك حكمة ليتمك، وأنها سنة الله على الأرض!

أما إن كنت ممن خانهم حبيبهم الأول، فعزائي الوحيد أن الله سيعوضك بما هو خير لك، لربما افتقدتي الأب ولكن ربما سيكون لك زوج يعوضك عنه، ربما! ولكني لا تنتظري ذلك كثيرا، وتعلمن أن الحب والرجل ما هما إلا جزء فقط من هذا العالم، فلا تضحي بالعالم من أجل أن تملكي جزء لا يمتلك!

وأقول للنمودج الأول؛ تشبثي بأحلامك وصارعي الحياة بكل ما أتيت من قوة واجعلي من تحت التراب يفتخر بك، ويقول تلك بنيتي رغم أنني لست موجودا إلا أنها اعتبرتني كذلك وكانت ابنة رجل حق..

ولك يا صاحبة الهمين المضاعفين؛ أنت مجبرة لا مخيرة، فأنت لا من الأيتام ولا أنت ممن لهم أب جيد، لذا حارب ضعف قوتك وثقي بذاتك واعلمي ولو خان كل رجال الأرض أن هناك من لا يخون، وتعلمي كيف تتخلصي من تلك العقدة وحاولي كثيرا، فأنت لست كالجميع.

وأخيرا اعلمن أن الحياة ليست أفلام ديزني والكرتون، وأن الرجل لا يملك مصباح علاء الدين ليحقق أحلامك ولا ليخلصك من عقدك وتأكدي أن فقدانك للحذاء كسندريلا لن يجعلك تلتقي بالأمير إلا بهواجسك ومخيلتك فقط، فأحب نفسك أولا وتجعلي نفسك ملكة لا جارية وليأتي ما بعد ذلك في حينه.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version