فلنسقط أمريكا

مرت أكثر من عشرين سنة على آخر مرة صرخت بأعلى صوتي، تسقط أمريكا.. أتذكر ذلك في مظاهراتنا ووقفاتنا دعما لفلسطين والأقصى وبغداد وسوريا واليمن والصومال وليبيا وهذا القوس لم يغلق بعد.

تقسمنا شيعا منذ قرون، ونلوم سايكس وبيكو على تشرذمنا وتمزقنا، والله ما قسمنا سوى هبلنا وعبطنا وكرهنا لبعضنا، الأبيض يكره الأسود والشيعي يكره السني والكردي يكره العربي والدرزي والدرزي يكره العلوي، والعلوي يكره الكردي.. ولم نعلم أننا واحد لا يتجزأ ولا يتشرذم.

اليوم وبعد قرار نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، نخرج بتصريحات وبيانات وتنديدات ونغير صور حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، بل قد تجاوزنا الحد وغيرنا حتى الأغلفة والديكورات..، ودعونا بقوة لثورة فلسطينية لا تنقطع، تنقطع من أين وإلى أين؟!

كاذب من كان من يقول أننا نملك القدرة على وقف الأمر، لا نملك من شأننا شيئا، نحن عبيد رغباتهم وطلباتهم، طبعا سننتظر انتفاضة الأقصى ورجال القدس ونسائه ونبكيهم في حسرة ونتبادل صورهم بيننا ونكبر لكل عملية استشهادية.

لكن ماذا نملك؟ هل نملك من أمرنا رشدا؟

طبعا نملك نحن شعوب الأرض، نملك القدرة والقوة لتغيير سياسات العالم أجمع، إن امتلكنا القدرة على لجم رغباتنا، فإننا نملك:

نملك القدرة كحكومات لإعادة عجلة العالم للخلف، ما همني يوما أن أعود أرعى الغنم أو أن يتعطل جهازي المحمول ويتوقف جهاز آيفون عن العمل أو سيارتي جي أم سي، ما همني سوى أن أصلي على أعتاب الأقصى، أن أعود لبيتي وغرفتي الصغيرة.

– حجم التبادل التجاري بين أمريكا ودول العالم الإسلامي يصل لـ220 مليار دولار سنويا، والسوق القطرية هي الأكبر في العالم الإسلامي. لنتصور بشكل بسيط تخفيض حجم هاته المعاملات إلى النصف وسنرى أمريكا تشحت من بلاط الأرض.

– وقف تصدير الغاز والبترول للعالم وتخفيضه إلى أدنى مستوياته، وسنعيد ما وقع بعد حرب أكتوبر.

طبعا هذا إن امتلكنا قوة وقدرات شعبية وديموقراطية وحكاما يعملون وفق رغبات شعوبهم، أكاد أتفق مع المعطى لكن ألا يمكننا تدشين حملة مقاطعة هي الأكبر والأقوى والأطول للمنتجات الأمريكية، وبالتالي فرض أمر الواقع على حكام أوطاننا.

أن نقاطع كل منتوج نحن في غنى عنه، كل منتوج هو عبارة عن كماليات وكل منتوج ضروري لكن يمكننا الاستغناء عنه، لنبدأ معا وسيدفع ترامب وشعبه ثمن أي قرار مستقبلا. لنبدأ معا وسنسقط أمريكا.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version