النادي الإفريقي أو الإفريقي ويختصر CA تأسس سنة 1920 مقره باب الجديد زهزالربض الجنوبي للعاصمة التونسية.
يعد فريق كرة القدم النادي الإفريقي أحد المتراهنين التقليديين على لقب البطولة إلى جانب منافسيه الترجي الرياضي التونسي والنجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي.
“أنا ابن الإفريقي…”.. أجاب طفل لا يتجاوز الأربع سنوات من عمره على الفور حين سأله صحفي ابن من هو…
تذكرت هذا المقطع الذي بث منذ مدة طويلة على القناة الرسمية التونسية بعد دقائق من التقائي بأحب أخوالي إلي بعد غياب طال عدة سنوات في إحدى دول القارة العجوز حين سألني عن توقعاتي بخصوص مباراة جمعت النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي مطلع مارس 2017.
“من المؤكد أن الإفريقي ستنتصر، على الأغلب هدفين بدون مقابل… أرجو ذلك، طبعا إن لم يلعب التحكيم دوره في ترجيح كفة الخصم التقليدي كما هو معروف.”
“لم يتغير الولد أبدا.” قالها ضاحكا أمام موجة الحماسة الجارفة التي أصابتني.
“ألا تزال كما عهدتك محبا مخلصا للجمعية؟” سألته منتظرا تأكيده أن حالته تسوء إلى حد المرض إذا تعرض النادي إلى هزيمة.
“أنت أيضا لم تتغير خال…” قلت هذه الكلمات مبتسما وسيل من الذكريات يغمرني من كل جانب.
تقول القصص القديمة أن والدي وضعني في لحاف أحمر وأبيض ثم أخذني إلى باب الجديد مقر الجمعية التاريخي للاحتفال بفوز النادي الإفريقي برباعية القرن موسم 1991- 1992.
كنت حينها في الثانية من عمري ولعل ذلك ما جعل مني مجنونا حقيقيا بالأحمر والأبيض بكل ما يحملاه من معاني الحب والتضحية والحرية والسلام.
هنا لابد أن أذكر أني احترت حقا قبل أن أبدأ كتابة المقال في اختيار قائمة الأغاني التي سترافقني في رحلتي بين تضاريس الذاكرة والتاريخ، اخترت أخيرا صوت صباح فخري الضارب بجذوره في الأصالة والجمال، تماما كالنادي الإفريقي…
علي أيضا أن أذكر أن أغلب أفراد العائلة متيمون بحب النادي وصباح فخري، يبدو أننا عائلة لا تعشق غير الأصل ولا تهتم لمن يغير ألوانه كحال المنافس التقليدي…
- المالوف المغاربي… تراث صوفي مغاربي تناقلته الأجيال
- تعرف على موسم الحج اليهودي إلى جزيرة جربة التونسية
- مشروع مغاربي لإدراج طبق الكسكس الشهير ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي
- في رأس السنة الأمازيغية 2968.. معلومات قد تجهلها عن الأمازيغ!
- يا ليلي.. أول أغنية تونسية تحقق أكثر من 100 مليون مشاهدة بـ”يوتيوب”
- كسكس المغرب الكبير من ليبيا وصولاً إلى موريتانيا
النادي الإفريقي.. نادي الشعب
بالإضافة إلى ثنائية الأصالة والجمال والحفل الذي أقامه عملاق الطرب على شرف النادي سنة 1995، الإفريقي وصباح فخري صرحان أطل منهما على ذكريات الطفولة المليئة بعنصر سماوي ساهم أيما إسهام في تكوين شخصيتي النابضة فلسفة، حبا وفنا…
أقسم أني أتحدث عن وقائع، عن ملامح تاريخية، عن باب الجديد أين يأخذني والدي صباح الآحاد إلى مقهى يحمل اسم الجمعية الحبيبة تعزف فيه على الدوام روائع صباح فخري…
تقول إحدى أغاني الفيراج الشمالي في لهجة دارجة عذبة “عاصمية كاريزما بلاش حدود، عايشة فيا الافريقي عليها نموت، هذي هدية هذي وصية جدود، نور عينيا بعد رب المعبود…”..
وهنا أؤكد أن العاشق بل الفيلسوف الذي كتب هذه الكلمات لم يتحدث عن جمعية رياضية فحسب، بل لامس الجوهر وانطلق ليشدو بحب التاريخ، العائلة، بالتشبث بالهوية، بالرابطة السامية والجمعية في مفهومها العميق.
أخيرا أذكر طرفة حدثت معي ذات مرة حين اندهش أحد أصدقائي لمرأى عشرات الآلاف من المشجعين متجهين صوب الملعب الأولمبي بالمنزه لحضور إحدى مقابلات النادي الإفريقي فقال مأخوذا: “ما هذا؟ وكأنه يوم القيامة!!!”
“لك أن تندهش صديقي، فهو نادي الشعب… النادي الإفريقي”..