فوضانا الخنّاقة‎

عندما خلق الله الكون خلقه بتنظيم منمّق بدرجات دقيقة..، ولمّا وضع قوانين الكون حاكى بها عقولًا.. حتى رسالاته نظمها بتسلسل زمنيٍّ، وإعمار الكون كان منتظمًا بدقة..

أمّا عنّا فنحن محترفو تزييف كلمات ونشرها على مواقعنا ومواقع غيرنا حتى الحروف وهي تُكتب بأيدينا ونترجمها بعقلنا تختبئ منّا؛ فهي لا تريد أن يُكذب بها..

نعم، مصطنعون ومزيفون ولا نحب أيّ اختلاف أو تشابه أو حتى تلاقٍ بيننا..

ترانا ننعق بأصوات لا مفهومة عن الحرية وكل منّا يبغض الآخر لدينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.

الرجال لا يحفظون سوى القوامة (غير المفهومة) والنساء لا يركضن إلا نحو الحرية ويقفون ضدها وحقوق الطفل منزوعة وحرمة الدم مستباحة ما لم يمسّنا شيء..

الرجل مع عمل المرأة وخروجها وحريّة لبسها وعملها ما لم يأتِ هذا لبيته فما إن قرع جرس بيته بحرية لمرأة حتى أنهكت ضربًا، والمرأة مع حرية نفسها وصديقاتها وكل امرأة حتى يأتي أول (عريس) لتتخلى عن قصر طموحاتها وتنهي أحلامها قائلة: “مكان شهادتنا المطبخ”، مع دمعة تحرق عينها ولا تقفلها وبسمة مزيفة كاد فمها يرفضها.

الأمن والأمان كلمتان خفيفتان لكنهما غير محبوبتين للنفس؛ لأنهما لا يتوافقان إلا قليلا مع واقع خرب والأمة عليها ألّا تنطق سوى بكلمات تنغمها بلحن واحد..

أصبحنا نلقي اللوم على أيامنا ولم نعِ لوهلة أن العيب فينا ففوضانا مزعجة بل مميتة..

ندّعي الكمال وما أحد منا يعترف بتقصيره..

كل منا يثب ليصلح عالما دون أن يأبه لنفسه أولاً..

ما تركنا شيئًا إلا وأعبنا عليه حتّى  لغتنا التي وسعت كتاب الله اتهمناها بتقصير ونحن لا نعرف حتى كيف ننطقها؟

هل سيبحث كل منا على نواقصه ويكملها أم سيلكم ذاته مرارًا حتى لا تقوى على صنع شيء..

الكون بحاجة لإصلاح وصلاح نفوسنا بدايته، ونور الدنيا مقتبس من نور ذواتنا فأرجوكم لا تلقوا اللوم على الكون ونحن من ضيّعه..

دعونا نلقي اللوم جانبًا ونصنع نفسنا على عين الله وبركته.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version