في حضرة المحبوب

دمعة تسقط على ورود خديك فتجعلك أكثر بهاء ورونقا تتجملين بالدموع والأحزان فتظهرين في صورة شموخ وصفاء تجعلني أقيم ألف صلاة وأرتدي الخشوع في هيبة حضرتك اعترافا مني بجمال اللحظة..

لا شيء تغير فيك غير بقايا جرح في خدك الأيمن ينساب مع ملامح وجهك الفتان بانسياق رهيب ليرسم لوحة جمال في وضعية عناق أبدي..

الآن بجوارك تحتلني كل هزائمي وتركلني خساراتي بعنف مطلق. أمتزج بك وبكل حركة تقومين بها. لا أدري ما أقول لأنني مأخوذ بقداسة اللحظة وجمالها.. أبحث عن معنى يترجمها وعن حضن يطفئ الحزن داخلي..

أتخيلك محبوبتي ورفيقتي التي لا تفارقني أبدا، كلما رأيتك أدركت أن الحب خلق في معيتك وترعرع وأن في عينيك مهبط الشعر وتوراة الدهشة وفي أحضانك كل الحياة..

أتخيلك طفلة تغلفها البراءة هاربة من كل القيود كأنك ثوري في عنفوان نصره يضحك بفرح يعدد كل انتصاراته متناسيا كل خساراته..

وحدك تجبرينني على الوقوع في الحب آلاف المرات وتخلقينني على هيئة عاشق ميتم يرتل الوصل كنص مقدس. تعيدينني للمرحلة الأولى عاشق لعينيك لا يقبل الشرك فيهما، عيناك الفاتنتين اللتان تحدان كل عوالم الأحلام والرؤى والأماني والأمان خُلِقا لخلق سعادتي ولإثبات وجودي..

تخبرينني أنك لم تستوعبي حبي لك منذ البداية وأنك لم تفهمي تعلقي بك بعد لقائنا الأول وفي تلك الوضعية الخاصة لأنك تعتقدين أنك لست باهرة الجمال لذا لم تجدي منطقا يبرر لك ذلك.. يا للغباء ومتى كان الحب محصورا في الشكليات والمظاهر!!

الحب لا يعني أن نكون معا دوما أو يفهم بعضنا بعضا ويعدد كل مزاياه الجميلة، ونرسم المستقبل واقعا يُروى، بل أن نحب لا لشيء ونتهيه في عوالم من نحب ونتجاوز كل علائقنا البدوية وعقدنا النفسية ونخلق الحب على شكل تضحية لا تريد شيء، الحب هو أن أحبك وبيني وبينك آلاف الحواجز والآكاذيب والأشخاص والعقد وأكفر بالواقع والمسافات وأتخذك أغنيتي المفضلة..

في كل أيامي كنت حاضرة دوما تتجلين في أفكاري كأدعية صوفي متبتل.. تعرجين بي إلى سماء عالمك الخرافي ثم تتركيني واقفا عند أبوابك دون أن تسمح لي بالدخول، أعلم أننا خلقنا لبعضنا حتى وإن قدر لنا غير ذلك.. وأننا مفهوم واحد حتى وإن لعبت بنا الحياة ورمت ما تبقى منا في مساحاتها المتناثرة سأظل أبحث عنك دوما وأبدا لأنني أحبك بقلب صوفي وإخلاص نبي.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version