في دائرة الرحلة

هى لا تستنكر وجودها لكنها خُلقت برغبة دفينة في البحث عن جدوى الأشياء، فما بالك بجدوى وجودها.. ولأنها تؤمن بأن الله لم يخلق شيئا عبثاً حاشاه سبحانه..

فتجدها تارة تتساءل عن جدوى وجودها على سطح البسيطة، وتارة أخرى تتساءل عن جدوى وجودها في هذا الوقت وهذا العصر تحديدا، وتارة تتساءل عن جدوى كل ما مرت به من أحداث.. تعلم جيدا أنها ما كانت لتفهم العالم من حولها وتصير إلى ما صارت إليه دون تلك الأحداث، لكنها مازالت تجهل العالم من حولها وتجهل حقيقة أين كانت وإلى أين صارت..

أما كان من الممكن أن تتعلم ما تجهل دون أن تمر بكل تلك الأحداث، أو أن تمر الأحداث حقا دون أن تُخلف وراءها كل تلك الندوب بروحها.. أو على الأقل أن تملك وعي حقيقي لكل تلك الأشياء والأحداث من حولها؟! تملك وعيا مضطربا و لا تملك يقينا حقيقيا عن جدوى كل ما مرت به..

مازالت طفلةً تجهل حقيقة الأشياء، أو أنها كبرت ونضجت كفاية إلى أن تبينت حقيقة أنه ما من حقيقة في الأساس.

الحقيقة أمر نسبي، وكل شيء قابل للتغيير وأيضا للتلف..

إن استطعت أن أملك تجربة حقيقية تجعلني قادرة على نصحك أو حتى مساعدتك.. فـ سأخبركي أن لا تكُفي يوماً عن محاولة البحث عن جدوى الأشياء وعن جدوى وجودك.. حتى وإن كلفكِ الأمر سنوات فـ تأكدي أنه ما من جدوى لوجود الإنسان في هذا العالم دون إدراكه حقيقه ذاته، ودون امتلاكه وعي حقيقي يهديه لـ اتخاذ الخيارات طوال حياته..

لا تكوني عدمية ترى أن لا معنى لشيء وأن كل شيء جائز ومسموح به، الحياة يجب أن تأخذ معنى لنا.. نحن من نعطي معنى لحياتنا..

أن توجد هو أن تخلق وجودك الخاص.. وجودنا الخاص يحدد طريقتنا في رؤيه ما حولنا، وإن بدا لكي جدوى وجودك أمراً صغيراً بالنسبة لك ولمن حولك، فـلا تنسي أن الأشياء الصغيرة بوسعها أن تحدث تغييرات عظيمة..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version