كانوا أطفالاً..
بلا تفاصيل، بلا عُقدٍ وقيود..
أنت ﺇنسان إن أردت كُليّ القُدرة وعاجز عن كل شيء..
كانوا.. ومن ثم صاروا، كيف تتبدل الأحوال؟
تذوب الأشياء. قد لا تكونُ أنت الذي تحيا! قد يكون كل شيء كبَريق جليد.. في صباحٍ أياريّ مُشمس.
تَفنى الأشياء ﺇذا تُركت. ستكونُ نتيجةً لأفكارك وتصوراتك الحالية؛ فاستشرف مُستقبلك القريب بما يحكمُ فكرك الآن.
إعمل الآن: انجح، أنجز، واجه.. افشل جرب واهدأ وحاول من جديد، لتكون أكثر إتزاناً، اُطلب الحكمة في كل شيء، اكتسبها من أسوء وأفضل التجارب.
قد تعتقد أن ضباب الليل الذي حاصر الصبح لم يَزل.. اذهب وافتح النافذة.. الجو بارد جداً؟ فقط أبعد الستائر قليلاً، فقد أشرقت الشمس.. تأخر إشراقها؟ لا… لم تتأخر، بل كان الضباب يَجهد لإخفاءها وراءه، نَجح في البداية في مقاومة إصرارها.. لكنه خَسر المواجهة فقط لأنه واجه اﻹصرار.
تَعتقد.. تتأكد إعتقاداتك بناءً على إعتقادك وحده؛ لن يصير ﺇلّا ما تعتقد.. تصوراتك للأمور تجعلها أمرا واقعا وكُن على يقين بأنك لو اعتقدت وتخيلت ومن ثم أيقنت أنك ميتٌ غداً ستموت..
عقلك وذهنك يبدوان ليسا منك، وهما واحد.. فأنت عاجزٌ عن ترتيب فوضى العقل، لا تقدر على فهم الأمور بمنأى عن الحيرة والارتباك والقَلق.. وبالتالي تبدأ العداوةُ وفقدان الثقة بينك وبينك.
تُؤمر بأن: كُن أو لا تكن.. يأتوك بالنتائج الباهرة (بعيدةَ المنال) بالنسبةِ لك، مُمكنة بل وحتمية بالنسبة لأولئك.. لو أنهم قدموا لكَ الأسباب؟ وغطّوا بريقَ النتائج؟! وأيقنت أنك استثناء ولك أسبابك وقُدراتك تختلف وكذلك ظروفك.. لتخفف من عبء الوصول السريع والسهل والكامل! ذلك “الوصول” الذي لن يكون سوى مكاناً تسيرُ إليه.. وقد يطول مسيرك وقد يكون أخيراً وهمٌ وزيف.
ستُدرك أن الأقوال والكلمات بلا معنى ما لم تقترن بأفعال، وبأن ما ترى عينيك يحتمل الخطأ مثلما يحتمل الصواب، وبأن لا وجود لحُكم نهائيّ.. وبأن قلبك (أحياناً) أصدق من عقلك! ليسَ منطقياً إنما واقعياً.
الوقت أعظم معلم وأبلغ درس وأقسى ما يُؤلم… ما يؤلمنا بالضبط هو ما يجعلنا نُدرك واقعية الأشياء.. هو الذي يُوقظنا من غفلتنا، يُحيي فينا القُدرة والمعرفة واﻹرادة والأهم اﻹصرار وتلك هي:”الوقود” الذي تحتاجه نفوسنا..
نحن عابرون، نَستعجل ونُمضي رحلتنا مُنتظرين.. يغزونا السأم، تتوتر أجسادنا وتقلق نفوسنا وأخيراً نَصل وقد فوتنا جمالاً ووقتاً ثميناً.. كُنا نعتقد أن هذا الجمال والوقت الثمين في الأمام لم نصل إليه بعد..
أفهمك، أعلمُ ما بك وما الذي يَشغل بالك؛ لذلك ترى الحيرة والعجز اللذين استطعت مع مرور الوقت أن تعتادهما وقد ظهرا واضحين عليّ.. وجعلاني أفقدُ القدرة على مواساتك والتخفيف عنك؛ فكتبت.
متى تَكبر؟ وتفهم أن بعض الأيدي تستحق منك اﻹفلات نهائياً لأنها ارتخت وبعضها يتطلب منك فقط الإمساك بها جيداً.. قد تكون يدك هي التي ارتخت أولا.
أحدهم يبتعد.. يتخلى عنك، يخذلك وأنت في أمسّ الحاجة لوجوده قُربك..
بعد كل ذلك ستكون مُهيئاً لأن تقسو وتصيرَ الذي كنت تُدينهُ بالأمس.. هُم السبب؟ قد يكونُ السبب بابك المُشرّع لكل عابر، لكل من أراد العبث بك..
لكنك تستطيع التجاوز، أعطِ نفسك والآخرين فُرصة، تسامح حتى وإن آلمك هذا التسامح مع واقعك.. وآمن بقدرتك على تغيير الواقع من خلالك.. لا تستغرق في إغماض عينيّك، لا تُحاول التمسك بالمُبتعدين عنك، لا تجعل نظرتك الأخيرة بأن ترى تلاشي هيئاتهم المُبتعدة، قُل وداعاً ولا تلتفت وراءك.
“أوقد شمعه بدلاً من أن تلعن الظلام”
كُل الناس يَطمحون ويُريدون ويأملون تحقيق أهدافهم وأحلامهم.. لكن مُعظمهم لا يستطيعون ذلك..
يفتقدون اﻹصرار قبل أيّ شيء آخر. لأن الظروف (الخوف من الفشل ، الواقع ، الصعوبات ، واﻹيمان بالمستحيل) تحالفت وانتصرت على تلك اﻹرادة التي تفتقد اﻹصرار..
شئنا ذلك أم أبينا نحنُ كائنات اجتماعية تُؤثر وتتأثر ببعضها، وللجماعة تأثيرها على الفرد.. والفرد ضعيف بالنسبة للجَمع، وهذا الشعور بالضعف هو ما نخشاه..
هل تُدرك ما للضعف من قوة؟
ضعفك هو مُجرد فِكرة ترسخت في ذهنك رُغماً عنك.
نِقاط الضعف هي نقاط القوة؛ كوجهين لعملة واحدة، فإن أدركت نقاط ضعفك وبالتالي عَملت على جعلها لصالحك ستغدو نقاط قوة، ستغدو قوياً بضعفك، وكالشمس التي بَددت الضباب في ذلك الصباح ستكون ﺇن أردت ذلك..