كلمة وفاء للزعيم فرحات حشاد في ذكرى اغتياله

فرحات حشاد حكاية بدأت عام 1914 ولم تنتهي..

حكاية مناضل نقابي بدأ حياته في العباسية، في جزيرة قرقنة لعائلة صياد فقير، نحت البؤس الاجتماعي والفقر حسه الوطني وصنع وعيا سياسيا فيه الترابط العضوي الصميمي بين التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي والتحرر الاجتماعي..

نضال مر من نواة العمل النقابي في ميناء سوسة في الثلاثينات حتى تأسيس اتحاد نقابات الجنوب، وصولا لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946..

تاريخ من النضال الاجتماعي والسياسي انتهى بلحظة اغتيال مدوية بقيت مطبوعة في الضمير الوطني التونسي.. فرحات حشاد الذي وهب حياته للتحرر الوطني والذي لم تسعفه الحياة ليشهد الاستقلال، خلف وراءه تركة ضخمة من الزخم النضالي وأقوى كيان نقابي جماهيري في كل الوطن العربي..

اسم مسطور بحروف من ذهب، صحبة محمد علي الحامي والطاهر الحداد وأحمد بن ميلاد وغيرهم.

اتحاد الشغل بمناضليه ومنخرطيه مطالبون بالدفاع عن هذا النهج.. الخط الاستقلالي عن النظام والدفاع المبدئي عن مطالب العمال ضد كل خيارات الاستغلال.. بالتالي أن يكون دوما يدا فولاذية منظمة بيد الكادحين لا أداة مساومة بيروقراطية أو سيارة مطافئ سياسية عند احتدام التناقضات الطبقية..

النقابات تكوينات اجتماعية جماهيرية وليست أحزابا سياسية؛ الطابع السياسي للنضال الاجتماعي هو ترجمة سياسية نضالية للكفاح المطلبي للعمال.. لا للبرامج السياسية، للحزبيين المنخرطين فيه..

الدفاع عن النهج الاستقلالي ضد التحزيب هو تنقية للطابع السياسي الذي يجب أن تمضي فيه المنظمة الشغيلة باعتبار أن النضال الاجتماعي هو المحرار المحدد لأشكال النضال وأفقها..

بالتالي مهمة حماية المنظمة الشغيلة من اختراق القوى الرجعية والتي يمثلها النظام القديم والإسلاميون مهمة ملحة ومحورية..

عاش الاتحاد العام التونسي للشغل.. والمجد لروح الزعيم فرحات حشاد..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version