مدونات أدبية

لا أحد يعرفك!

هُناك مشاعر لم تُصادفها بعد، ولحظاتٍ لم تلتقِ بها، وجوهُ لم ترَ فيها فوضى تناقضات الحياة.

لم تلتقِ عيناك أعيّن وأماكن وسماوات، لم تحتضن بعد هواءٌ ما، ولم تلفحك نسماتٌ هاربةٌ فوق سطح أرضك أو في سفح جبل.

أنت.. أنا.. نحن.. نحيا كمكفوفين ونمشي في ظلام الطريق المُوحش، نتلمسّ الأشياء لعلّنا لا نُصادم ما يعترضُ سيّرنا… سيّرنا الأعمى نحو الأمام.

هل من طريقٍ يسيرٌ وسهل؟

ماذا لو كانت الطُرقات -كُلها أو مُعظمها- مليئةٌ بالمُنعرجات والحُفر، وفيها الظلامُ لا يزول؟!

مَن يدري، لعلّ الطفل الذي كُناهُ لا يَكبُر، مهما تطاولت بنا أعمارنا!

لعلّ حياتنا محضُ محطات لا يُمكن للمسافر المكوث فيها أكثر مما يجب؟

كيف نعرف بأن وقت وجودنا في محطةٍ ما قد انتهى؟

الليلُ في عيّنيك فما فائدة الصباح المُشرق؟ والخوف مدفونٌ في أعماقك، والحياة لا تصلُح إلّا للشجعان!

خوفك الدفين، يُقيّدك ويجعلك تبدو ذاهلاً بعيداً عن الحياة من حَولك! كان يكفيك أن تنظر بتجريد للجُدران التي تُحاصرك لتُدرك بأنها محضُ جُدران لا أكثر! لأنك داخلها حتماً لها أبوابٌ لا تُبصرها بسبب ليلُ عينيّك!

ستتألم أكثر، كُلما أمعنت في استسلامك!

ستُؤلمك الحياة كُلَّ حين، ما دمت مُقيداً بخوفك! لن يُمسك يدك أحدٌ ليسير بك نحو النور أو ليقيكَ أتعاب الطريق!
لا أحد يعرفك.. لا أحد يعلم ما الذي يجعلك تصمت أو تبتسم أو تضحك! لا أحد يُدرك صباحاً كان كئيباً جرّاء ليلك الفائت! مَن كان معك وأنت مسجونٌ فيكَ؟

لا أحد يعلم ما الذي يجعلك تصمت أو تبتسم أو تضحك! لا أحد يُدرك صباحاً كان كئيباً جرّاء ليلك الفائت! مَن كان معك وأنت مسجونٌ فيكَ؟

مَن يَعرف تفاصيل حياتك التي أخرجتك كما أنت الآن؟

تحمل جِراحاً ما زالت تنزف، رُغم تضميدك لها! وتحمل ما هو أثقل مما يُحتمل! وتسير بحملك الذي لا يراه ويشعر به إلّا أنت!

لذلك؛ لا تنتظر، لا تأمل من الآخرين شيئاً، وابتسم أو ابكي، عندما تُداهمك أسبابٌ يجهلها الجميع وتعرفها أنت جيداً.
تعوّد على مواجهة الظلام دائماً، في البداية ستُدرك كم كان المشهد أمامك مُخداعاً! لكن لا بأس.. مع الوقت ستتغير كثيراً، وستقف أحيانا مذهولاً من جهلك بك!

قد يكونُ حقاً، بأن لكلّ إنسان طريقٌ خاص، فيه ما فيه من ما لا يعلمه إلّا الله!

وقد تتشابه الطُرق. قد يكونُ الجميع تائهون في الظلام، يبحثون عن أيادي المُخلصين!

لكنك وحدك، وإن أحاطوا بك جميعاً! وحدك والوحيد يخافْ، وتنهشهُ الوحدة، وتُرغمه على البحث والتعلّق بالآخرين!

الآخرون الذين لا يعرفون سوى أنفسهم وقد لا يعرفونها إلّا قليلا!

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى