ما بعد المطر

خواطر مبعثره

العيون؛ 11 دجنبر 2017 في ليلة مظلمة، تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقة كأنها تهمس في آذاننا بصوت خافت “تفاءلوا هناك أمل، ما زالت الحياة مستمرة وما زال الأمل موجود”..

ما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذتي بلطف فأذهب لأتأملها عن قرب، واقف أمام النافذة أراقب جمالها فترسم على شفتاي البسمة وأنسى الهموم ولو للحظات بسيطة وأشعر بالحنين إلى كل شيء وبالأخص إلى الكتابة، نعم الحنين إلى الرجوع إلى فتح مذكرتي ولأنقش على أوراقها الرقيقة التي تغمرني بالراحة والطمأنينة،  لا أثق في أي شيء سوى هي؛ نعم هي.. لم أتذوق طعم الخذلان والغذر منها يوما، فهي دائما تظهر لي إشراقتها التي لا تتغير ووجهها الوحيد.

فقد أعددت لها في قلبي زاوية لا يتوقف فيها المطر، فهذا الأخير (المطر) يجذبنا يغرينا بشكل خاص.. إنه المطر يا سادة؛ بدايته فرح وسطه حنين وآخره كأول بكاء يخنقنا بالصمت والكآبة.. فليس البكاء على حبيب كما يتوقع البعض بل البكاء بعد خشوع طويل في دعاء علی أمل أن يتحقق..

إن رضي الله عن قوم أنزل عليهم الغيث في وقته وجعل المال في سمحائهم واستعمل عليهم خيارهم، وإذ سخط على قوم أنزل عليهم المطر في غير وقته، وجعل المال في بخلانهم واستعمل عليهم شرارهم والأعياذ بالله..

فدعائي كان فقط لأطفال عليهم الحروب وحوامل متحصرات على أنفسهم وخوفهم على جنينهم ليس لهم حلم سوى سلام واستقلال، لكن تفكرهم في ما يجرى الآن في هذه اللحظة أي في الحاضر فقط، أم المستقبل لا زال غامضا..

ويا حسرتي على بلداننا تستحي أن تحارب قوما يمنون عليهم بأنسجة الملابس، نعم أمريكا تصنع الأسلحة والهامبرغر، ولكن لا تنسوا أنها تصنع الخوف فهذا الأخير أصبح يسكن قلوب أطفال، ما ذنبهم!!..

موشي دايان، القائد العسكري المنتصر عام 1967 قال يائسا: لا أنا ولا أي جنرال إسرائيلي آخر قادر على هزيمة فلسطين الذي سيهزمهم هو الجنرال “اليأس”.. لن ولم يكن اليأس والاستسلام في قاموس فلسطين..

الحرب؛ أصبحت فصلا من فصول السنة.. حياتنا كانت تتناغم على أوتار أربع فصول، أما الآن نستحضر الفصل الخامس بدون موعد.. هذا الفصل يشبه أمطار وتساقطات فصل الشتاء لكنها ليست منعشة!!.. يشبه الصيف في حرارته ونيرانه المشتعلة دون سابق إنذار، يشبه تساقطات الخريف لكن ما يتساقط فقط أرواح وأجساد!!.. يشبه أزهار الربيع التي لا تعرف سوى الحياة وإرادة الحياة رغما عن الكل.. حتى قطرات الندى لن تكون سوى قوى وعزيمة!!..

هذا الفصل الخامس، ليس سوى فصلا للتغيير.. فصلا يربي الإرادة والرجال.. ويعلم الدروس القاسية والمحبة، وليست كل حرب يمكن أن تكون الفصل الخامس.

الحرب هي من كانت من أجل إعلاء راية السلام وكلمة الحق في كل مكان.. وأقوى الحقوق التي يجب أن ترفع هو حق الدفاع عن الكرامة والشرف والأرض، تلك الحرب تحتاج إلى الثقة بالله والقوة والصبر لتحقيق النصر.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version