ما ذنب الموسيقى؟

كلما ذكرت كلمة “الموسيقى” قال البعض: أعوذ بالله!! وهذا مرتبط بالمعرفة المسبقة عند الكثير من الناس حول المعازف.

والجميع يحفظ آية لهو الحديث من سورة لقمان؛ [وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا]؛ لأنها هي الدليل المشهور على تحريم الموسيقى أو المعازف أو الغناء بصفة عامة.

ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، ما قاله الشيخ صالح المغامسي في لقاء تلفزيوني، حيث أوضح أنه لو افترض أن المقصود بـ”لهو الحديث” هو الغناء، وهو قول قوي، فإن الله قال “لهو الحديث” يعني كلامًا، والمعازف ليس لها ذكر، مضيفًا: “المعازف لا تسمى حديثًا، قد تكون مرتبطة بموسيقى وقد تكون لا، لكن الآية تتكلم عن حديث، وأنا أتكلم عن الموسيقى، ولم أتكلم عن الغناء”.

وتابع بقوله: “إن من المبادئ التي ندعو إليها اليوم أنه (لا يؤثم إلا ما أثمه الله)..

ولسنا بصدد الحديث عن الحلال والحرام في هذه المقالة المتواضعة، لأن هذه الموضوعة أصلا الخلاف فيها قديم ومشهور، فلا داعي للحسم في التحريم ولا في الإباحة.

إن ما لم يرد فيه نص قرآني أو نبوي يبقى مجرد رأي بشري يعتريه الخطأ والصواب يجتهد صاحبه وله إن شاء الله أجر اجتهاده على نيته، لكن على من يحب هذا الرأي ألا ينزله منزلة النص القرآني أو الحديث النبوي.

أغلب من يتكلم في الموضوع من دعاة وشيوخ على القنوات الفضائية يخلط بين الأمور حيث يظنون أن القائلين بعدم حرمة الموسيقى يقصدون أن كل الألوان الغنائية والموسيقية مسموح بها كيفما كان نوعها؛ والحق أن هذا ليس هو الأصل، بل ينبغي ويستلزم أن نفرق بين ما هو جميل ومطلوب في هذا الموضوع وبين ما هو قبيح ومرفوض.

أحب أن أشير إلى نقطة أراها جوهرية ومهمة وهي: أن ما لم يرد فيه نص قرآني أو نبوي يبقى مجرد رأي بشري يعتريه الخطأ والصواب يجتهد صاحبه وله إن شاء الله أجر اجتهاده على نيته، لكن على من يحب هذا الرأي ألا ينزله منزلة النص القرآني أو الحديث النبوي.

ولا يخفى على أحد أن الإنسان تفوق على الطبيعة في الموسيقى التي أبدعها. إننا لا نتحدث عن الموسيقى الماجنة التي يواكبها العري والسفور والفجور، وهذا ليس إبداعا أصلا بل هو مصيبة وكارثة؛ وهذا يحرمه الإسلام.

“إن المشكلة في توظيف الموسيقى في الكلام الهابط والبذيء، وليس في الموسيقى ذاتها اللهم إن كنّا سنحمل الأطباق مسؤولية الطعام الذي يوضع فيها” خالد السليمان.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version