حواراتشخصيات جزائرية

مراد بوعلام الله لـ MTAYouth: الإعلام شيء أنبل من أن يكون سلعة والجزائر دائما ولادة للمواهب الشابة

الجزيرة حررت الإعلام العربي من التبعية للأنظمة

الجزائري مراد بوعلام الله واحد من الإعلاميين الجزائريين الذين لم يجدوا فرصة مناسبة في البلد الأم فقرر الهجرة أين احتضنته كبرى القنوات العربية فعمل وأبدع، طموحه الكبير جعله يمر عبر عدة منابر إعلامية، ليستقر به الحال في قناة الجزيرة القطرية.

مراد بوعلام الله يتحدث لنا عن أهم المحطات التي وقف عندها في مشواره الإعلامي، كما تحدث عن برنامج الجزيرة هذا الصباح وعن تجربته الجديدة في تقديم الأخبار فكان لنا هذا الحوار:

بداية وكأول سؤال وبعيدا عن صبغة الإعلامي، من هو مراد بوعلام الله ؟

مراد بوعلام الله إعلامي جزائري من مدينة الحياة الأخضرية بولاية البويرة.

خريج معهد العلوم الاقتصادية بالخروبة سنة 1998 متزوج وأب لأربعه أطفال مقيم حاليا بالدوحة.

بدأت رحلتي بالمهجر عام 2002 بعد انتقالي إلى دبي، تحديدا إلى قناة الـ MBC و CNBCعربية ليستقر بعدها بقناة الجزيرة، لكن الحظ لم يحالفني للعمل كثيرا بالجزائر وتحديدا بالتلفزيون الجزائري لكنني عملت مع مؤسسات الإنتاج الخاص.

هلا حدثتنا عن تجربتك الإعلامية منذ البداية حتى التحاقك بقناة الجزيرة؟

بالنسبة لتجربتي الإعلامية بدأت عام 1996 بالتحديد من أسبوعية الشروق العربي بالجزائر، أين كنت أكتب كمتعاون.

موازاة مع عملي مع مؤسسات الإنتاج الخاص كمنتج ومعد ومقدم في إنتاج البرامج والوثائقيات، كما كنت أعمل بالصحافة المكتوبة مع جريدة الأصيل العربي بين 1998 و 1999.

لأنتقل بعدها سنة 2002 إلى دبي وألتحق بـ MBC كصحفي بقسم الاقتصاد، وفي سنة 2003 انتقلت إلى العربية كمذيع ومنتج لنشرات اقتصادية.

وفي 2004 انتقلت إلى قناة CNBC عربية المتخصصة في الاقتصاد كمذيع مراقب للأسواق، وفي سنة 2013 انتقلت إلى الجزيرة كمذيع ومنتج للنشرات الاقتصادية.

وفي سنة 2016 تم اختياري لتقديم برنامج “الجزيرة هذا الصباح”، وفي 2017 طلب مني تقديم النشرات الإخبارية إلى جانب البرنامج الصباحي.

في ظل تجربتك الطويلة بالخليج كيف يمكن لك أن تقيّم الإعلام في الجزائر؟

أعتبر بأن المشهد الإعلامي في الجزائر رغم بعدي وعدم متابعتي بكثرة، بأنه مشهد لا يليق بالمشاهد الجزائري الذي يستحق مستوى أرقي مقارنة بما هو موجود.

خاصة وأن الإعلام ليس سلعة يباع كباقي السلع كالقنوات الاستثمارية مثلا التي تسعي للربح، لأن الإعلام شيء أنبل وأرقى من أن يكون سلعة أو يعامل كسلعة.

لكن بالمقابل وعلى الرغم من كل الانتقادات الموجهة للمشهد الإعلامي في الجزائر خاصة السمعي البصري تحديدا، إلا أنه فتح الأبواب أمام الشباب الجزائري وأعطى فرصة لتواجد صحفيين أكفاء واعون بالمسؤولية الإعلامية التي يقومون بها، لأن الجزائر تبقي دائما ولادة للمواهب الشابة.

كيف ترى هذا التنوع الهائل في وسائل الإعلام، وهل تهدد حقا هذه الوسائل الحديثة الإعلام الكلاسيكي؟

لا أعتقد بأنه يوجد تهديد على الإعلام التقليدي (كالجرائد والتلفزيون والراديو) لأن هذه الوسائل التقليدية بدأت تتكيف مع الواقع الجديد وأصبحت تستعين بالإعلام الحديث. خاصة وأنها أعطت فرصة للجميع لأن يكون شاهد عيان وينقل الحدث كما هو، لتستعين به كثير من القنوات التلفزيونية الكبرى.

وبالتالي فإن وسائل الإعلام الجديدة فرضت تحديات أكبر على وسائل الإعلام التقليدية التي يجب عليها أن تتكيف معها حتى تستمر.

بعد مرور عام على الأزمة الخليجية كيف تصف لنا الهجمة على قناة الجزيرة خاصة وأنها كانت مطلب رئيسي لإغلاقها من قبل دول الحصار؟

أعتبر ذلك شهادة من دول الحصار على قوة قناة الجزيرة، وأنها أصبحت قوة تؤثر وتخشاها الأنظمة الديكتاتورية والأنظمة الشمولية رغم أنها قناة تلفزيونية ووسيلة من وسائل الإعلام، لأنها تقوم بنقل الخبر والمعرفة، والبحث عن الحقيقة هي الرسالة التي تقوم بها الجزيرة كغيرها من وسائل الإعلام المحترمة التي تحترم نفسها ورسالتها المهنية.

كما أتأسف إلى هذا الوضع الذي وصلنا إليه من مقاطعة وفرض شروط غريبة عجيبة على قناة الجزيرة التي تعتبر صرح إعلامي كبير، وهي منبر كان لها تأثير كبير على المشهد الإعلامي العربي الذي حررته من التبعية للأنظمة والسلطة، وهذا ما جعلها منبوذة في بعض الدول العربية.

مراد بوعلام الله أبرز المقدمين لبرنامج الجزيرة هذا الصباح كيف تم اختيارك لتقديم هذا البرنامج؟

مراد بوعلام الله
مراد بوعلام الله مقدم برنامج “الجزيرة هذا الصباح”

تم اختياري لتقديمه في سنة 2016 بعد تجارب الأداء التي قمت بها، وتم اختياري بناء على معايير محددة وضعتها الإدارة، وخدمني في هذا الموضوع تقديمي للاقتصاد بطريقة مختلفة نوعا ما عن قالب الجزيرة المعرف، خاصة وأن طريقة التقديم مختلفة فيها حيوية أكثر بالمقابل مع التقديم التقليدي.

كما أنني مقتنع وأعتمد كثيرا على التقديم الحديث الذي يعتمد على التفاعل جسديا وبالصوت والتلقائية وكل ذلك دون تصنع، وهذا ما أحاول تقديمه والتميز به، وربما هذه هي الميزات التي أقنعت الإدارة وتم اختياري على أساسها إلى جانب مجموعة من المذيعين.

بالموازاة مع تقديمك للبرنامج الصباحي لاحظنا مؤخرا توجهك لتقديم نشرات الأخبار بين هذين النوعين المختلفين أيهما أسهل بالنسبة لمراد؟

تقديم لونين تلفزيونيين مختلفين وهما الأخبار والبرنامج الصباحي في قناة إخبارية رائدة في العالم العربي، هذا شيء يجعلني محظوظ جدا، وهو تحدى في نفس الوقت حيث يعتمد البرنامج على العفوية واللغة البسيطة في التقديم والتفاعل الإيجابي.

أما نشرات الأخبار فهي تعتمد على الجدية أكثر شيء لكن هذا لا يمنع من الصحفي أن يترك بصمته فيما يقدم، لهذا لا يوجد سهل في كلا اللونين، فأنا أتعامل مع نشرات الأخبار والبرنامج بتركيز كبير لأني أقدم شيئين مختلفين وأحاول التميز فيهما.

كثيرا ما نسمع على أن البيئة الإعلامية تؤثر كثيرا على شخصية الإعلامي كيف يتم ذلك؟

أكيد أن البيئة الإعلامية تؤثر على شخصية الإعلامي لأنه إذا كانت البيئة الإعلامية تشجع الكفاءات وتتبنى المواهب فإن هذا سوف يعزز ثقة الإعلامي بنفسه وسيقدم أفضل ما لديه.

أما إذا كانت البيئة الإعلامية منغلقة بعدم إعطاء الفرص وفتح الأبواب أمام الصحفيين فهذا شيء مؤسف، يمكن أن يتسبب في إنهاء طموحه وربما في كثير من الأحيان إنهاء مشواره، لهذا فإن الانفتاح في البيئة الإعلامية واحترام الكفاءات وتبنيها هو الفيصل.

في ظل وجود أسماء إعلامية كبيرة في الخليج أين يرى مراد نفسه؟

أنا أرى نفسي مؤمن وموقن بشيء واحد منذ بداية مشواري عندما كنت في دبي:

“ما أقدمه أنا لا يقدمه غيري، سلعتي أنا متميزة عن باقي السلع في السوق”. مراد بوعلام

أعمل دائما بهذه النصيحة التي قدمها لي صديق، لهذا فإن ثقتي بنفسي كبيرة أحترم الكفاءات وأحترم المنافسة والمنافسين، فالإنسان وجب عليه الوثوق بنفسه وبقدراته حتى يصل إلى ما يريد. وأرى نفسي كهدف مستقبلي مذيع متميز بشخصيته الإعلامية وبطريقة تقديمه المتميزة، لذا وجب على الإنسان أن يعرف مواطن القوة في نفسه لتنميتها ومواطن الضعف لتقويتها حتى يكون أفضل.

كيف ترى علاقة الإعلاميين الجزائريين مع بعضهم البعض في بلاد الغربة؟

الإعلاميون الجزائريون في “الغربة” تربطهم علاقة محبة، وأنا أسعد كثيرا عندما أراهم متكاتفين، لكني تربطني علاقة أخوة مع عبد القادر بن خالد زميلي في البرنامج ومقدم فقرة السوشيال ميديا.

ما هي نصيحتك لكل شغوف مولع بمجال الإعلام؟

لا يكفي حب مجال الإعلام فقط فيجب على الإنسان أن يكون صريح مع نفسه، هل لديه القدرة على تحقيق ذاته في هذا المجال وإذا توفرت فيه الملكة والموهبة فإنه يستطيع تنميتها وسقلها وعن طريق الإصرار وتحديد الهدف، والإيمان بالذات وبالقدرات التي يمتلكها في هذا المشوار الطويل.

خاصة في ظل تواجد عدة عقبات وتحديات وعراقيل ستواجهه، لهذا وجب الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات لأنها هي فقط من سيوصلك إلى المبتغى وإلى نهاية النفق المظلم.

كلمة أخيرة لكل قراء MTAYouth؟

شكرا لكم على الاهتمام بإجراء هذه المقابلة معي، وأنا يشرفني دائما الالتقاء بزملاء من الجزائر.

بواسطة
حاوره: وفاء نزاري
أظهر المزيد

وفاء نزاري

إعلامية جزائرية. متحصلة على شهادة الماستر في الإعلام والاتصال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى