منذ زمن بعيد والأنظمة العربية والأجنبة تستخدم مبدأ ما يسمى بالعامية “جوع كلبك بتبعك”، هذا ما يحدث معنا في أرضنا فلماذا هذا الظلم، فكيف لهذا الظالم والمغتصب أن يكون شرسا وكأنه مفترس غاشم، وهو محاصر معك في البوتقة والدائرة.. في نفس تلك البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز بضع أميال..
الغوطة الشرقية التي تعيش أنواع مختلفة من الحصار، حصار من النظام الأسدي الذي ينهال بقواه ويبرز قوته الزائفة على المستضعفين العزّل، النظام الذي يملك أضعاف مضاعفة من القوة، وحصار نعيشه مع ممن عاش بنفس ألمك ومعاناتك اليومية، وهم التجار الفجار..
يروي بعض ممن سمعوا عن تلك المرأة التي لا تتجاوز الخمسة والعشرين ربيعا وهي تمشي وعيناها تذرف دما لا دمعا والأهوال المتكدسة فوق بعضها البعض على عاتقها وأبنائها الصغار يبكون من الجوع وهي تحمل بيدها ربطة خبز، سألها أحدهم لماذا تبكين يا أختاه؟..، تنظر إليه نظرة منكسر هائم من الحزن، لقد كلفتني هذه الربطة شرفي لقد بعته بهذه وعيناها تنفجر من البكاء فاستحضرني قول الشاعر:
ما كانت السناء ترفع سترها لو أن بين الجموع رجالا
أين الخلفاء الراشدون، أين المعتصم بالله، حين طلبت النجدة إحدى النساء العربيات المسلمات وقالت: “وامعتصماه”.. جهز جيش جرار لها.
صاح أحد الناس قائلا نحن الذين أشعلنا نار الثورة على الظلم والتبعية وها نحن ننقاد تحت ظلالها، الفصائل تتقاتل وكل واحد منهم يجهز فتواه على قياسه بوعود داعميه.. فالظلم قابع في أعماقنا لا في نظام كنا نحسبه الظالم الوحيد، فنحن ممن أخمدنا نار حريتنا وأشعلنا لهيبا ظالما آخر لا نستطيع أن نخلعه بعيدا.
كاتب التدوينة: عبد الرحمن درويش