لنعتبر أن كل شيء ينفض عنه الغبار يصبح حيا. كداكرتك مثلا؛ كلما نفضت عن رفوفها الغبار كلما حررت فكرة ما، وتفتح بوابة ما، عن أقاويل وكتاب كانوا في الماضي جزءا من ذاكرتك.
ليس كل الغبار إيجابيا! فبعض الرفوف يستحسن عدم نفض الغبار عنها، ممنوعة من اللمس والأفضل تجنبها. لكي لا نرجع بالزمن إلى الوراء ونسترجع في مقلتينا كل الحروب التي مضت وولت، وكل تلك الوقائع والأشخاص..
فلننفض إذن الغبار المنشود بالفكر ونحيي الموت بالعقل ونسترجع تقافة السنوات الخوالي حتى دروس الصف الأول.
لنستوعب التغيير ونقنع أنفسنا بهذا التغير، تغير أنفسنا وتعلمت ولازالت في الطريق..
لنحيي الموت العقلي ونوقض الأمل الفكري المختفي..
لنرجع إلى صفوف التوعية والأدب ونحيي هذه الروح القوية..
لنرتب رفوف فكرنا ونبحت عن عناوين الكتب التاريخية والعلمية وغيرها.. ولنصنع المزيد من الحياة بذاكرتنا بدلا من سقوطها في نوم أبدي.
لننسى الوهم برهة ونركز في بناء نفس الغد، نفس متميزة منفردة بشخصها. نفس واجهت القديم والجديد ونصارع مع الزمن في رحلة إلى الذات.
نفس مرة بالمدرسة ثم الجامعة ثم أصبحت تخطو طريق العمل. نفس شربت من كؤوس الأحزان ما يكفي واندست خناجر الألم بها سيول الدهر..
لنأخد بيد الصديق والأخ والأم والأب، ولنتشارك الفكر والحديث بين الأجيال. لننمي قدرات العقل ونعبر الزمن بدون وقت. لنتعلم من الصغير والشاب والشيخ..
لنتشارك تجاربنا ونتعايش ونروي عطش الذاكرة بالكتب.
لنتحرر من نفس الكتب ونزور العالم.. لنفقه في الفلسفة واللغات والتقافات والديانات والأشعار..
لما لا؟ لما لا نقرأ ونحن أمة اقرأ؟
فالمعرفة عند كل شخص مختلفة وفي الاختلاف تميز يغني العقل والفكر ويشرق فجرا من العلم.