إن حقيقة الموضوع لا تكمن بأنه كرة قدم وأنها جمعتنا في قلب واحد مثلما يدعون؛ الموضوع أعمق من ذلك وهناك أمور أعظم لم تجمعنا ألا وهي قضيتنا الإنسانية.
فكما يعلم الجميع؛ يأمل المنتخب السوري ببلوغ كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. فحظوظ المنتخب قائمة بشرط تخطي نظيره الأسترالي ضمن الملحق الآسيوي، ولاحقا الملحق الدولي مع رابع منطقة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).
وتزامنا مع الحدث، برزث ظاهرة جديدة انتشرت عند بعض المعارضين الذين يحبون الرياضة ويشجعون المنتخب السوري، ويرددون بأن “الرياضة منفصلة عن السياسة تماما”..
جميعنا يعلم أن سياسة النظام البعثي السوري متجذرة ومرتبطة بكافة المجالات والميادين والمعتقدات في سورية وحتى في الحفلات الشعبية، يكفي أن تعلم أن صورة بشار الأسد موجودة على أولى صفحات الكتب المدرسية، بما فيها كتاب التربية الإسلامية وحتى الجلاء المدرسي لم يخلو من صورة له..
كما لا يسمح النظام الاستبدادي بفصل أي شيء عنه؛ علاوة عن أنه يمنع الاستقلالية تحت دكتاتوريته، فحتى في مقابلة التلفزيون السوري مع اللاعب عمر السومة الذي عاد إلى المنتخب السوري بعد أن كان معارضا، طلب المذيع من السومة أن يوجه كلمة إلى بشار الأسد..، فما هي علاقة الرياضة بتوجيه كلمة للأسد، وكيف يمكن أن يقال أن الرياضة منفصلة عن السياسة؛ نعم الرياضة منفصلة عن السياسة ولكن ليس في ظل نظام الأسد.
ومهما حقق المنتخب الأسدي سيبقى شعاري أن المنتخب السوري لا ولن يمثلني. وإن فاز المنتخب السوري سيهدي فوزه لبشار الأسد، في حين أن شعبنا ومدننا تتعرض للقصف والإبادة من بشار ونظامه وجيشه دون أي رادع.
سياسة النظام السوري القمعية مرتبطة بكافة الأمور التي تقع تحت سيطرته، فالمنتخب السوري هو من صناعة النظام ويرتبط معه بكافة الأطياف، ونحن نتيقن أن الذين يلعبون في المنتخب هم سوريون ولكن هناك أيضا من يقتلنا وهو سوري أيضا.. فلنسعى أن ننتقي أفكارنا بتفكر.