هل الوقوع في الحبّ مأزق؟

الأشياءُ غادرتْ، فَمتى سيأتي دورُكِ أنتِ..؟؟

أحيانًا، نتحايلُ على القدر لننجو.

نظنُّ أنّ باستطاعتنا تبديلَ نهايتنا المتوقعة بنهايةٍ أفضل، نفشل بتبديل أيّ تفصيل مَرَّ أو سيمرّ.. وبعد ذاك العطب، نحاول النهوض مرةً أخرى، بذاكرةٍ أخرى، لكن على الورق..

العطب القلبيّ أو النفسي لا يُعالج، ربما نكتب نهايةً أجمل كُنّا نتمناها لنا. كلنا أصحاب أماكن، لكرسيٍّ في حديقة أو مقهى قديم أو شارعٍ، تتراكم ذكرياتنا به، ولهذا أينما ذهبنا تصفعنا ذاكرتنا..

الفرق بيني وبين كلّ من يكتب، أنّني أكتب حزني بكلّ أمانة..

أنا أكتب نفسي بدون أيّ خجل، إني بعد مرور كل تلك الأعوام، أصبحت أستصعب العيش دونه، ولذلك كتبتُ هذه المدونة.. إنٍها نسخة طبق الأصل عني فاقرؤوني..

هل كانت تلك الصفعةَ الأخيرةَ التي سيصحو بعدها ذلكَ القلبُ الذي غلبهُ نعاسُ الخذلان، عندما حاول النبضَ مجددًا ليحيي تلك العطور المخزّنة في ثنايا الذاكرة!

هل الوقوع في الحبّ مأزق؟

لم أفكر بأيٍّ من تلك الأسئلة والأجوبة، التي حتمًا ستكونُ ثوبًا مرقعًا بالخيبة..

منذ أن أتاني ذاكَ الطيف المتنّكر بوجه الأمنيات الخبيثة، كنت أحاولُ جاهدًا أن أكتبَ ما أمرُّ به في غرفة الإنعاش، وأنا أنتظر أن يقف عدّاد النبضِ لقلبٍ لم يعدْ يصلُح لجسدي.

أذكرُ جيدا تاريخَ ميلاد النّبضة الأولى؛ كانت الساعة العاشرةُ والعشرون دقيقة، من مساءِ شهر تشرين الثاني، من العام ألفين وسبعة.

أتريدين تفاصيل أدّق؟؟

عندما غلبكِ النعاس؛ كنتُ لأول مرةٍ، أرى غروب الشمس على بعد مترين. بدأتُ وقتها بجمع الأشياء، أشياءكِ أنتِ، وحشرتُها في الذاكرة..

عشرة أعوام مرّت على ذاك الغروب، وكأنّي بعدها لم أرَ شمسًا.

بدأت خزائنُ الذاكرة بالصدأ، وذكرياتكِ أيضًا بدأت تتسربُ منها..

هل صحيحٌ بأنّ الذكريات ترحلُ أيضًا، والرحيل لا يقتصر على البشر دومًا!

ربما الأوطان ترحل، والعطور أيضا ترحل، والسّاعة والزمن، والرسائل والأحرفُ باستطاعتهم الرحيل.!

وهل صحيحٌ بأنّ هناك ترابطًا قويًّا جدًا، بين الأشياء وأصحابها!

فعندما يرحلُ العطرُ من زجاجتهِ، وتسقطُ الأحرفُ من رسائلها، ويقفُ الزمنُ فجأةً، تكون تلك إشارةً برحيلِ أصحابها..

لا أدري حقيقةَ تلك الاستنتاجات المسائية، لأنني شبهُ مُخدّرٍ بعد أكثرَ من أربعينَ ساعةً لم أستطعْ فيها النومَ ولو لثانية..

وبعد حرقِ ثلاثة علبِ “سجائر” في صدري الملوثِ بأوكسجين الغربة..

أربعونَ ساعةً، أكملتُها وأنا أبحثُ عن الأحرف التي هربتْ من رسالةٍ طويلةٍ بقيت مخزنّة في ذاكرتي منذ ولادة ذلك العاشقِ داخلي.

ربّما فقدانها إنذارٌ برحيلِ آخر أشيائكِ عندي..!

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version