هواجس الحب

يومها كنت أنفض عني غبار الهزائم محاولا ترميم نفسي من جديد، وجمع شتاتي المبعثر والتقاط شظاياي المتناثرة في فضاء ماضينا وحبنا اللاواعي ولا عقلاني، حينها كنت أدوس على ملامح الذكريات وأستعرض كل الخسارات حتى أطردك من عالمي وذاكرتي ومن كل أشيائي.. لقد أردت نفيك بعيدا عني لكنك تقفين بجوار الآن.

بكل بساطة تتشحين بالجمال والبساطة ونظرتك التي تمحو كل سوءاتك وماضيك الذي يصرخ إجراما وتفاهة، لتخبريني أنه مقدر لنا أن نكون معا، وأن رابط الحب بيننا أكبر من كل العوائق والظروف، وأنه مربوط بخيط وثيق لا تراه إلا قلوبنا نحن في غفلة من الآخرين.

تلوحين بيديك لي في مشهد بهيج معلنة مولدي الجديد وهدنة مع الحزن والآلام، تبتسمين بحياء مربك وتنظرين لي بطريقة تجلعني أتحرر من كل عقدي.. أمضي دقائق وأنا أنظر إليك كأنك لوحة حياة يلزمني الكثير من التأمل لأفيها حقها..

أسير قبالتك لأغتسل من خيباتي الكبرى وخساراتي العظمى ولأرتطم بأنثى تتلقى حبي ببرود عربي رهيب.. نلقي التحية على بعضنا ثم نسير معا نستعرض كل ذكرياتنا ونحن في لحظة سلام نضحك على بعضها ونصمت عن الآخر حتى لا تحدث فوضى من جديد لأننا في فوضى ومعركة دائمة الفائز فيها هو المغلوب..

لا أدري؛ فكلما رأيت عينيك أدركت أن الحياة بخير وأن فيها ما يستحق أن نعيش لأجله. عيناك الفاتنان اللتان أرى فيهما انعكاسي وإثبات كينوني هما غمامة حب ماطرة وأمسية خلود رائعة وحكايا وقصص غامضة هما مدن عتيقة وتاريخ ناشز عن فضول البشر..

كنت فتاة عادية لكنك تمتلكين سحرا داخليا يتحرش برجولتي ويجعلني أعود إليك دوما، كلما ابتعدت عنك وجدتني أسلك طريقا يؤدي إليك وأتفاجأ بك تقفين قبالة باب الذاكرة في صورة إغراء تجعلني أتنازل عن كل قراراتي وأمتزج بك من جديد دون خوف من العواقب..

متناقض أنا وحالة وجود عبثية لكنك ترممين كل تلك التناقضات وتجعلين لوجودي معنى يخلقني من جديد مبددا كل أحزاني الماضية ومتناسيا كل خيباتي وعثراتي التي وضعتني فيها.. هل يفيد صمودي وجنون حبك يتلبسني من الداخل ويفرض وجوده بقوة..

لقد أردت أن أحسابك على كل قصة عشتها من قبلي وعلى ذلك الرجل الذي عذبتني به كثيرا، كنت أحاول أن أخفي أحساسي، لكن، عادة الحب أن يعرينا ويفضحنا أمام من نحب في الوقت الذي نحتاج فيه إلى ملجئ نخبئ فيه كل الأشياء التي تضرنا. فيكشف كل أوجاعنا وآلامنا واحتياجنا ليظهرنا في أبشع صور ضعفنا وأحزاننا. لم يخلق الحب أبدا لإسعادنا. قد يكون دمارنا المطلق وحزننا الذي لا ينتهي قد يكون ذلك الشعور الغادر الذي يسعدنا في حين يقتلنا ونفرح لذلك القتل بل نبذل فيه كل ما نملك..

حسنا؛ لا أدري هل كنت تستحقين كل ذلك الحب وكل تلك المشاعر المتناقضة الضاربة في عمق الخبل، هل كنت تستحقين دمعة صادقة تسقط دون استدعاء وندم مرير بعد خيانة ممتعة وطيف شوق يعتريني كل صباح، هل كان لوجودك مبرر غير إيذائي الذي قد يكون تكفيرا لي من كل أخطائي..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version