هي.. من غيرتني!

خيانة أو جفاء قلب

بيني وبينها؛ مساحات من الوهم.. تفصلنا خريطة طويلة من الرغبات المؤجلة، وأسوار عريضة من الظروف القاسية والقاهرة..

بيني وبينها؛ قصيدة لم تكتمل وأبجدية مشلولة.. ولغة عاجزة عن البوح ونص مكسور الخاطر.. وكلمة يتيمة على الشفاه!

بيني وبينها؛ وجع قاسي الملامح.. وحزن يتطاول على أحلامنا ويدوس عليها، وفاجعة نشرب رحيقها كل مرة في ختام العطش!

بيني وبينها؛ وطن مسروق الهوية.. وسقط من مناهج التدريس ومن كتب التاريخ صار مجرد ذاكرة ترضع من جغرافيا النسيان، على مسافة منا تتناثر الرغبات، كنت أنا وهي.. حلم قيد الدراسة..

يا أنت!!

أتعجب حين أراكِ تحاولين التجمل أمامي، كأنك يا فتاتي تجهلين أمري كأنكِ لا تعرفينني، تبذلين مجهودا مضاعفا لتظهري أمامي بكامل أنوثتك وتألقك، تخافين أن أراك حزينة فأبتعد عنك، وتخافين أن أعتاد عليك فأهملك، تحاولين خلق أحاديث معي كي لا أشعر بالوحدة، وتلعنين معي قسوة العالم رغم لطفك وحيائك..

أشفق عليكِ يا فتاتي؛ لأنني لم أحبك لكونك جميلة، فما أكثر الجميلات، ولم أحبك لأنك تجيدين خلق الأحاديث..؛ هذا الحزن الذي تجاهدين من أجل إخفائه عني هو سر عشقي لك، هذه الفوضوية التي تحاولين تنظميها كانت سببا في جنوني بكِ، ملامحك أجمل ببراءتها وبعلامات السهر وشفتيك التي أهلكها التوتر والقلق كانت أصدق عندي من مساحيق التجميل..

لست لوحة يعجبني تناسق ألوانها، أنت طفلة أعشق خوفها وحزنها وفوضويتها، لا تحاولي الوصول للكمال، فالجمال يكمن في النقص، والحب يعني أن أقع في غرام جانبك المظلم قبل الجانب المشرق منك..

ندبات الحزن، هالات السهر، علامات التوتر والغضب على شفتيك وأظافرك، نوبات بكائك المفاجيء، العبارات التي تكتبينها في مذكراتك، والموسيقى الحزينة التي تحبينها، رغبتك المفاجئة في الصمت، ووسواسك القهري، كل هذه الأشياء التي أكرهها وأتمنى أن أحميك منها لا تستدع إخفاءها عني، لا تستدع خجلك منها ومن التعبير عنها، إنني أحببتك وأحبت حطامك وحزنك واكتئابك العظيم..

أقول أحببتك، ولا أقول أحبك فقد حطمتي كل تلك الأحلام والأماني.. دفنتك في مقبرة الخيانة والجفاء وتقبلت العزاء فيك..، وإن التقيت بك أقول يخلق من الشبه أربعين وأمضي..

قطف الغريب زهرتي من بستانك وزرع غيري، لأصبح أنا الغريب في أوطاني.. فهل غرك البهرج الخداع أم طال عليك عهدي؟! يا من كنت.. لا أقول نصفي وإنما أقول كلي، كنت تعلمت منك، وأنت أدرى ما علمتني.. فلا تلوميني بما صنعت يداك..

هي قصة حب آدم لحواء بدأت بنعيم في الجنة، وتلاعب من شيطان لتنتهي بجحيم على الأرض..

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي بوست.

Exit mobile version