أنا مشتت وضائع أتمنى لو يجدني أحدهم..
لا أحد سيجدك، وحدك من تستطيع إيجادك.. ولكني تعبت كثيرا.
من ماذا؟!
من كل شيء..
من التفكير والتطلع والكسل والخوف والقلق والدفاع عن نفسي أمام نفسي ومن نظرات الآخرين وآرائهم بي وأحيانا من اللاشيء..
دعني أخبرك أن اللاشيء متعب أكثر من الشيء، من تلك الفوضى العارمة بداخلي ومن إحساسي بالعجز أمام نفسي ولا أستطيع أن أفعل شيء حيال ذلك يضيق صدري كثيرا..
فأنا كطفل صغير لا يعي من العالم شيء؛ يقف وحده في طريق مظلم، مظلم كثيرا حتى أنه لا يعرف إن كان للطريق نهاية، يشعر بكل ما يدور حوله أو فقط يتحسس ما يدور، كعبور أحدهم عبره، ووكزات آخر، ومرات أشياء لا يدري ما هي تجعله يرتطم بالأرض لكنه لا يسعه سوى الوقوف مرة أخرى، لكنه ظل عالق هناك..
لحظة!.. تسألني وكأنك لا تعي ما بي وكأني أعيش كل هذا وحدي..
لكن.. حسنا ماذا عساك تفعل لي!
لا شيء!
حسنا أكمل، فلم يعد لدي سواك أخبره بكل شيء وأنا مطمئن بأنه يهتم، أو أنه لن يخبر أحدا أو لن أسقط من نظره، هاهاها! أو لن يسيء فهمي حتى ولو كنت أنت أنا وحتى ولو تحيزت لي، فأظن أنه من العدل أن أجد من ينصفني في هذا العالم.
لم يرحل أحد كما تظن، لكن الجميع فجأه أصبحوا يخشون التعمق بالآخرين لم يعد أحد يهتم لأمر أحد وإن كان هناك من يسأل عنك بعد فهو غالبا لا يسأل كي يطمئن عليك! بل على حاله، يطمئن إن مازال حاله أفضل من حالك أو على الأقل أنك ما زالت على حالك، يخشون جانبك المظلم، لا عليك، هم أيضا يخشون من أرواحهم، يخشون من جوانبهم المظلمة المعتمة.
وحدها النجوم من تهوى العتمة فتزيدها بريقا.
نادرا ما نلتقي بأناس تطمئن إليهم أرواحنا وتسكن بجوارهم، أولئك الذين يمكنهم تحسس ما بنا من غير سوء.. من يبعثوا النور في دروبنا ويملؤا نفوسنا أملا وحياة، لا أدري إن أصبحوا أمنية أكثر من كونهم حقيقة!
لعلنا لا نملك سوى الدعاء لأنفسنا “اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع بيني وبين ضالتي”..